زهدي جانبيك يكتب : التطرف ...كمان مرة
نبأ الأردن -
حاصر الكيان الصهيوني قطاع غزة كاملا منذ انسحابه منه قبل 20 عاما ...
هذا الحصار يشتد لحد المجاعة حينا وينفتح لدرجة كبيرة أحيانا...
ولكنه خلال السنتين الماضيتبن بلغ حدا من التطرف وصل الى حد المجاعة الشاملة ... هذا التطرف في القتل بالجوع أدى إلى استفزاز العالم كله بما فيه أقرب شركاء وحلفاء الصهاينة في امريكا وبريطانيا...
وقف العالم كله متفرجا على الأطفال والشيوخ والنساء وهم يموتون جوعا ونحن جميعا عاجزين امام التكبر والصلف والتطرف الصهيوني ....
التطرف المقابل ...
الاردن بذل جهودا جبارة لكسر هذا الحصار الظالم واستخدم الاردن أوراق الضغط والعلاقات التي يملكها لإدخال عشرات الشاحنات المملوءة بالاغذية لصالح برنامج المطبخ العالمي ...
اكيد ان الاردن لو لم يكن قد نسق حركة القافلة البرية لما تمكنت القافلة من الخروج من الحدود الاردنية ودخول حدود الكيان الصهيوني ... ولو لا التنسيق المسبق لما استطاعت القافلة الخروج من اسرائيل ودخول قطاع غزة ... من لا يعلم او لا يقر بذلك فهو جاهل أو متجاهل للواقع الذي نعيشه...
الاردن ومعه بعض الدول والمنظمات الاغاثية تمكنوا من ادخال القليل من الطعام لإنقاذ ما يستطيعون من الأرواح التي تم تجويع اجسادها... من ينكر ذلك فهو جاحد لا يبصر ...
العدو الصهيوني أدرك انه لن يستطيع الاستمرار بمقاومة الضغط الدولي العالمي الرافض لاستخدام الجوع كسلاح...
ولذلك افتتحت اسرائيل عمليات الإنزال الجوي للأغذية على قطاع غزة بداية هذا الأسبوع... طبعا ذنب الكلب يبقى اعوجا معوجا ولذلك فقد أنزلت بعض الطرود الجوية فوق البحر لتسبب قتل بعض الجائعين... وانزلت بعض الطرود قرب مواقع القوات الاسرائيلية لكي لا يستفيد منها الا العملاء المرضي عنهم ...
ولم ينس سلاح جو الصهاينة ان يسقط بعض الطرود الجوية على خيام النازحين في مناطق المواصي فتسبب بأصابة 11 فلسطينيا سقطت عليهم الطرود فهمت خيالهم فوق رؤوسهم...
في ظل هذا الواقع ، انتقدت الامم المتحدة اسلوب الانزالات الجوية ووصفها مدير عام الاونوروا بأنها غير فعالة وتسبب الهاء عن الأسباب الجذرية للجماعة والاساليب الصحيحة لمعالجتها، وأنظمة اليه العديد من المنظمات الاغاثية الدولية وكلها انتقدت اسلوب الانزالات الجوية التي بدأتها اسرائيل بداية الأسبوع...
في ظل هذه الانتقادات لإسرائيل قررت اسرائيل فورا فتح المجال الجوي لكافة الدول لاستخدام هذا الأسلوب لإيصال المساعدات الغذائية ... فدخل الاردن والإمارات وبريطانيا الى الاجواء في سماء غزة في سباق مع الزمن لإدخال ولو رغيف خبز واحد قبل ان تتراجع اسرائيل عن قراراته... فأي كمية غذاء تدخل غزة نافعة مهما قلت وكيفما كان اسلوب إدخالها وحتى لو انتقدت الامم المتحدة ذاتها اسلوب الانزالات الجوية ووصفته بأنه غير فعال...
تطرف الرد
التطرف من البعض بإصدار بيانات بان الفلسطينيين هم الوحيدون الذين انتقدوا الانزالات الجوية ... وان انتقادهم موجه للاردن يشكل تطرف يهدف لتعليق الشرخ الموجود اصلا ... ويزيد من الكراهية التي تم غرسها في اذهان البعض ...
الخلاصة
ادخال اي كمية غذاء اليوم وبأي اسلوب واجب وطني وقومي وأممي...
انتقاد اسلوب الانزالات الجوية ليس موجها ضد الاردن ، وانما موجه لمدى فعالية ونجاعة الأسلوب ذاته، بغض النظر عن
الدولة التي تتبناه وتنفذه...
مهاجمة من يعمل، ومهاجمة من ينتقد من يعمل ، ومهاجمة من ينتقد المنتقدين لا يخدم قضية القضاء على المجاعة ... وإنما يساعد الأعداء الصهاينة ويريحه من الضغط الدولي الموجه اليهم لدفعهم الى معالجة الوضع الذي تسببوا فيه ...
فاتقوا الله جميعا ... ولا تفقدوا العطاء بالمن والاذى...
واتقوا الله جميعا ... واعلمها ان كل لقمة يتم إدخالها اليوم الى غزة تنقذ روحا ... ولا يهمني كيف تم إدخالها وايصالها الى الاهل في قطاع غزة ...
نعم ، هناك اسلوب إغاثة أكفأ من أسلوب ... وهناك اسلوب اقل كلفة ... وهناك اسلوب اكثر أمانا... وهناك اسلوب اكثر حفظا للكرامة وعزة النفس ...
لكننا اليوم في ظرف ضاقت به الدنيا علينا وبلغت القلوب الحناجر... ووالله لو تم تغطية ارض القطاع كاملة بالطرود الجوية ولم يستفد من هذه الطرود سوى طفل واحد نجا من الموت بسببها ، لكان هذا كافيا مهما كانت كلفتها ...
أما اؤلئك الاشد تطرفا فأقول لهم مقولة الغريق الشهيرة: يا هذا انقلهم ثم لمهم ...
والسلام

























