سامية المراشدة تكتب: احترنا يا قرعة من وين نبوسك

{title}
نبأ الأردن -
هناك مثل شعبي كان يقوله أهلنا في أوقات الحيرة، وها أنا أستخدمه الآن ليعاد إحياؤه في وقت لم أجد فيه جوابًا لكل سؤال من الأسئلة التي تخطر في بال الجميع. لماذا تشعروننا أننا مهما قدمنا نجد الشك والخذلان؟ لماذا كل هذا الغل المخفي في قلوب البشر تجاه وطن اسمه الأردن؟ بل كثرت في زمننا هذا كثرة القُرع "الصلع"، مع احترامي الشديد لكل رأس يحمل العقل ولا يأبى أن يفكر أنه أصلع أم لا، لا يهمه ذلك المثل لأنه ليس معيبًا، لكن المقصود مريب. وإن الشعر الذي يغطي الرأس لا يقل أهمية عن من يملك كثافة الشعر، لأن العقل موجود والتفكير والتيقن. لكن ليس هذا الجدال، الجدال هو الحيرة: من وين يا قرعة نبوسك؟ هذا الذي يصعب إرضاؤه وإقناعه؟ أو نجد مبررًا واحدًا لرفض أي اقتراح أو سماع الرأي والرأي الآخر.

وقد أقول إن تحضير المساعدات في الشاحنات وقطع المسافات والتعرض للمخاطر، لا يقل أهمية عن تجهيز الطائرات بالمساعدات وركوب الطيارين وإقلاع الطائرات في السماء واحتساب وقت النزول، وترتيب المظلات المرافقة للطرود ودخول منطقة حرب، والبحث عن السلامة في المناطق الخطرة، بل أخذ قرار إنزال في المناطق المكتظة بالسكان، والإذن بسقوطها، أهون من أن تجادل إنسانًا لا يرى إلا السوداوية في ما نفعله لأجل أهلنا في غزة.

احترنا يا قرعة من وين نبوسك، ولن نقصد أهل غزة لا سمح الله، أهل غزة أبطال،فهم تاج على رؤوسنا، لكن نقصد من يشكك في ما يقدمه الأردن تجاههم. إعلام خبيث حركته زجاجة رُميت في البحر ولم يحرك إحساسه بصدق النوايا الطيبة التي تصدر من الدولة الأردنية الهاشمية.

لكن هذا قدر الأردن، والتاريخ لابد من إنصافه، بل لا نريد من الله بحق كل قطرة دم أننا صادقون، وتبًا للتاريخ الذي سينسى أن يكتب بحروف من نور الأردن، لكن بإذن الله كلنا شاهد على هذا العصر أن الأردن أكبر من الخذلان نفسه.


تابعوا نبأ الأردن على
تصميم و تطوير