زياد حنا يكتب يكتب : نجحوا… لكن ظل المقعد فاضي
نبأ الأردن -
اليوم، عمّت الزغاريد حارات الضفة، ورفرفت الأعلام فوق أسطح البيوت.
ارتفعت أسماء الأوائل على منصات الشرف، وتسابقت العيون والقلوب لاحتضانهم… أبناء حصدوا التفوق بعرق السهر وتعب الأيام.
لكن غزة غائبة.
كل عام، كنا نفتّش القوائم بأمل، نبحث عن أسماء من رفح وخان يونس، من جباليا ودير البلح…
وكانت غزة دائمًا هناك، لا تغيب.
غزة التي علمتنا أن الحصار لا يمنع الإبداع، وأن الركام لا يخفي نور العقل…
غزة التي كانت تُخرج لنا الأوائل من تحت الدمار، ومن قلب الألم.
أين هم اليوم؟
نقرأ الأسماء… من نابلس وطولكرم، من طوباس والزبابدة وقلقيلية، من الخليل ورام الله…
كلهم يستحقون الفرح، ويستحقون التهاني.
لكن خلف كل اسم، اسمٌ غائب…
مقعدٌ فارغ كان يجب أن يُملأ باسم من غزة،
لكن الرصاص سبق القلم.
📌 16,607 طالبًا استُشهدوا
📌 26,271 جُرحوا
منذ السابع من أكتوبر 2023.
لم يُحرموا فقط من الامتحان… بل من الحلم.
وفيما تكتب الضفة علامات الفخر على صفحات التاريخ،
تكتب غزة أسماء أولادها على شواهد القبور.
ومع كل زغرودة في الضفة،
هناك أم في غزة تُمسك بصورة ابنها، وتهمس:
"نجحوا يا حبيبي… كانوا أصحابك… وانت كنت رح تكون أولهم.”
الضفة تحتفل، وتستحق أن تحتفل…
لكن هل يكتمل الفرح؟
هل تزغرد القلوب فعلًا، وغزة ما زالت تلملم أشلاء أطفالها؟
غزة لم تغب لأنها لم تكن جديرة… بل لأن الحياة توقفت عندها.
المدارس صارت ملاجئ، والدفاتر وقودًا،
المعلمون شهداء، والطلاب أرقامًا على جدران المنظمات.
لكننا نعدكم، يا أطفال غزة…
أن نذكر أسماءكم حتى لو لم تُكتب في قوائم الأوائل.
نحفظ وجوهكم، أحلامكم، وضحكاتكم التي اختنقت تحت الركام.
ونعدكم… أن الفرح سيعود.
وستعود غزة للصدارة، كما عهدناها… وكما تستحق.
زياد حنا من أهالي قريه الزبابده جنين

























