د.حسن براري يكتب : متشائل

{title}
نبأ الأردن -
لم أكن متفائلًا ولا متشائمًا، بل كما قال إميل حبيبي كنت "متشائلًا" إزاء المفاوضات. فالمشهد يتكرر منذ شهرين، الطقوس ذاتها، والسيناريوهات نفسها، والمحللون نفسهم!! وفود تصل وأخرى تغادر، والجميع يتهيأ لإعلان نصر يتمنع على الجميع. 
ويتكوف يتهم حماس بأنها تفاوض لخدمة مصالحها فقط، فيما تؤكد حماس أنها قدمت التنازلات المطلوبة وأبدت مرونة كبيرة. وبين الاتهامات والتصريحات، يواصل الشعب الفلسطيني المسير زمرًا نحو مقصلة التجويع والموت والإبادة. هذا لا يعني أن الاتفاق مستحيل، لكنه لم يحدث بعد. والسؤال: ماذا نفعل حتى يحدث؟ من يتحمل مسؤولية إنهاء الحرب؟ من يدفع الثمن أو للدقة من يملك الجرأة لدفعه؟ الإجابة عن هذه الأسئلة هي ما سيحدد شكل الاتفاق ومصداقيته وجديته.
أعرف أن الكثيرين، بل الغالبية الساحقة، سيدينون إسرائيل على تعنتها وساديتها في التجويع والتقتيل، وقلة فقط ستحمل حماس مسؤولية ما يجري. لكن بعيدا عن التخندق والاستقطابات المرضية التي أصبحت ترف العاجز،  أين غزة الآن؟ الناس لم يعودوا يبحثون عن الشعارات ولا عن الخطابات، بل عن لقمة الخبز. نعم، إلى هذا الحد وصلنا، لم تعد المسألة حقوقًا وطنية لا نقاش فيها، بل باتت ببساطة حق الحياة، الحق في البقاء فقط. لذلك، عليكم بمساعدة الغزيين في الدواء والطعام فقط، واتركونا من الشعارات الرنانة التي تستند إلى عجز بات الأعمى قادرًا على رؤيته برؤية ثلاثية الأبعاد، إن شئتم..
تابعوا نبأ الأردن على
تصميم و تطوير