عبدالله بني عيسى يكتب : رواية الطحين

{title}
نبأ الأردن -
لو كان الطحين من الدولة المُموِّلة للمحطة، لتحوّل في نظر المراسل إلى ذهب نازل من السماء. لكنه جاء من هنا، من بلد اعتاد أن يعمل بصمت، فكان نصيبه من ذات المنبر هو التقليل، وأحيانًا ما هو أسوأ. كأن الجوع لا يُسكنه الخبز إذا لم يحمل البصمة التي ترضي الرواية.
ومع ذلك، فما حدث اليوم ليس تفصيلاً عابراً، بل إنجاز تحقّق في قلب العاصفة، بجهد دبلوماسي خالص، تجاوز ما عجزت عنه قوى أعلى صوتاً وأوسع نفوذاً.
لكن كل ذلك يبقى في حدود الممكن. أما المستحيل، فهو أن يستمر الصمت حيال من يملكون المفاتيح داخل المشهد، ويصرّون على البقاء فيه، رغم إدراكهم أن الخروج هو الثمن الوحيد الباقي لإنقاذ من تبقى.
عليهم أن يفهموا لغة الانسحاب حين يغدو البقاء جريمة. آن أوان أن تنسحب بعض الأيدي من الصورة، لتنكشف الحقيقة: الجوع لم يكن قدراً، بل نتيجة لعدوين، أحدهما مجرم حقير نعرف قذارته جيداً، والآخر يعيش بيننا، يختبئ خلف روايات ملتبسة.
أما الثمن الذي يُدفع اليوم، مهما بدا غالياً، فسيكون أثقل غداً إن واصلنا الإنكار... وكأننا نفاوض على حياة لم يتبقَّ منها شيء.
تابعوا نبأ الأردن على
تصميم و تطوير