أمل خضر تكتب : دولة الرئيس

نبأ الأردن -
بداية اسمح لي دولتك كمواطنة أردنية تحمل الرقم الوطني والذي هو بالنسبة لها ليس رقما على هوية منحها الجنسية الأردنية بل كل رقم حفر في شريانها حكاية عشق أرض وسماء وقيادة لم تحكيها الكتب والروايات، فحكايتي وعشقي هي حكاية عشق كل أردني أحب هذه الأرض فدفعه حبها للشعور بالغيرة على كل ذرة من ترابها التي تستحق كل نفيس وغالي . أترقب وعن كثب جولاتك الميدانية وجميع التصريحات فبداية كانت سعادة قلوبنا بوسامة رئيس الوزراء الذي تغزل فيه القاصي والداني لتنعكس هذه الوسامة لأفعال ترجمها واقعيا بزيارات وتصريحات فلم تكن مجرد زيارات وتصريحات بل متابعات وحث على تحقيق نتائج واقعية يلمسها المواطن الأردني وأن لا تكون خطط على ورق تحفظ في أدراج مكاتبهم و أن يكون هنالك تغير وتحسين على كافة المجالات والأصعدة ..... حلم وتطلعات وأمل قائد وشعب يستحق ذلك . ولكن يا دولة الرئيس اسمح لي أن أقول أن هذه الآمال وتلك الجولات والمتابعات وحثك للوزراء وكافة المسؤولين بتحديث الجهاز الإداري للدولة وتطوير قدرات العاملين لتقديم أفضل الخدمات لن يكون إلا بتطوير الأداء الحكومي، والتوسع في إدخال الخدمات المختلفة إلى المنصة الرقمية، وتحسين مناخ الاستثمار وتشجيع الصناعة المحلية على النمو. خفت أن اتابع وأن أبوح بكل ما بداخلي من وجعا والما ولكن يا دولة الرئيس الشارع منهك والمواطن متعب خطط ، خطابات، تصريحات، كلام جميل حلو يجعلك تضع رأسك على وسادتك التي سئمت من أحلام أصبحت كقصص الخيال التي سمعناها لأننا يا دولة الرئيس وببساطة نسأل السؤال نفسه يوميا في كل جلساتنا كيف سيتحقق ذلك ومايُقدَّم من صور مغايرة لحقائق نعيشها يوميا كما نعيش يومنا الذي أعتدنا عليه من أول شروق الشمس لغروبها، كيف سيتحقق ذلك و كيف نلمس التغيير الإيجابي وما تطمح له دولتك قبلنا نحن المواطنين ولا زال الفساد الإداري والواسطات والتغيب المتعمد للكفاءات وتغليب المحسوبية ، وتدخلات أصحاب الكراسي والمناصب والنواب بصورة غيبت فيها الكفاءات ليحل محلها شخصيات تفتقر لابساط القدرات بحيث يصبح هذا الشخص تابع لولي نعمته ويغلب ذلك على انتمائه لوطنه فتغلب المصالح الشخصية على المصلحة المؤسسية. نعم يا دولة الرئيس لقاؤك مع أصحاب المعالي والسعادة والعطوفة أمر مهم وضروري للتغيير والتطوير ولكن ما نتمناه لقاؤك مع المواطنين والموظفين لتكتمل الصورة فأحيانا من شدة جمال الصورة يكون واقعها أكثر ألم ووجع. أعلم أنّ أغلب كتاباتي لواقع وقصة عشتها في ذلك وأنا أرى كيف لشخص جاء ببرشوت الواسطة أن يتحكم بمصير ورزق الآخرين لا على أساس العدل والتطوير والكفاءة بل للمزاجية والشخصنة وتصفية الحسابات فيضع في معترك هذا الصراع أصحاب الكفاءات والخبرات. فكيف يكون التغيير الإيجابي يادولة الرئيس؟!.