عمر شاهين يكتب : إلا الدروز فهم أهلنا وشركاؤنا لا خصومنا

{title}
نبأ الأردن -
للعلم، من أشرف الأقليات هم الدروز في الشرق الاوسط، مع أني ضد كلمة اقليات .. أصلاً.
لكن للعلم، هم من أفضل الطوائف التي كانت وما زالت، مع واقعها العربي في منطقة الشام التي ما توقف الدم بها.
بالرغم من خلاف العقيدة، مع كثير من الطوائف والاتجاهات والاديان في منطقة الشام وقريبا منها العراق ومصر، لم يكن الدروز لهم يد مع عدوان خارجي أو أي حلف ديني أو سياسي.
الدروز استقلوا مذهبياً بعقيدتهم، فلم يعادوا، ولم يتحالفوا، كانوا جماعة مغلقة خصوصا لا دعوة ولا تبشير، فالانتساب للمذهب بالوراثة وليس بالدعوة. لذلك هذا لم يعطهم طريقاً لفتوحات ولا غزوات ولا دعوة لآخر، فتم الانكفاء على النفس، بل كان لهم دور عروبي كبير في الدفاع عن المنطقة مثل مواجهة الاستعمار الفرنسي، وكذلك ضد الصهيوني، ومن يتحدث عن عدد الدروز في الجيش الصهيوني، فلذلك ظرف خاص من الاحتلال، ولا ننسى أن الاحتلال الصهيوني أخذ رعاية عربية ظاهرة وخفية، عدى وجود السلطة الفلسطينية التي تشكل الجدار الداخلي في الضفة، وقبلها في غزة لتأمين الداخل الفلسطيني. قبل ان نتهم الدروز، وقبل التركيز على الدروز في فلسطين، لنبحث عن التاريخ المشرف لهم بمقاومة الفرنسين، وكذلك في لبنان، وهم الذين لم يغدروا بالشعب والمقاومة الفلسطينية، بينما غيرهم من الكتائب وحركة أمل وجيش المجرم حافظ الاسد من تل الزعتر إلى صبرا وشاتيلا، الى حصار المخيمات من أمل، بينما راعى الدروز أن هؤلاء ضيوف ومهجّرين ومنكوبين.
وللعلم، فإ كل من شرب من الدم الفلسطيني حارب الدروز أيضا .. ألا ليت قومي يعلمون!
عمليات التحريض التي تتم اليوم على الدروز، غاشمة وظالمة وتمحي التاريخ وتنسى جرائم نظام الأسد المجرم طوال ٧٠ سنة في الدم السني والدرزي والمسيحي اللبناني والسوري.
في حرب لبنان الأهلية لم يشرب الدروز من الدم الفلسطيني كما فعلت الفصائل الاخرى كما قلنا، بل كان منهم الشهيد البطل القومي كمال جنبلاط، شهيد فلسطين والعروبة و لبنان،
وسار على خطاه من بعده وليد جنبلاط الذي وقف ضد جرائم الاحتلال العلوي الأسدي بسوريا والذي فاقت جرائمه الحروب الصليبية وجرائم التتار.
شاهد موقف الدروز بحرب سوريا حيث كان موقفهم الأشرف والأطهر، بينما غيرهم كان يقف مع مجازر بشار وقتله لنا المسلمين السنة، ويدافعون عن بشار ليلاً نهاراً، ويصفقون لبراميله ويتلذذون باغتصاب نساءدئنا في سجون طائفة بشار، والآن تنعكس البندقية، ومايكرفونات وعدسات التحريض، نحو الدروز،
لذلك أنا ضد التحريض على الدروز، فلهم تاريخهم وحاضرهم بالرغم من ظهور فئة ضالة تريد العمالة للعدو او ارتكبت جرائم مخيفة.
هذه أمة سلطان باشا الاطرش، وهذا موقف منهم سابقاً.
وبعد، وكما كان لي موقف سابق ورافض من الدرزي وئام وهاب، والآن من حكمت الهجري، فإنه يبقى للدروز مكانة عالية بقلبي، ولا يجوز أن نُعمّم على طائفة كبيرة من أجل مجموعة.
ألم نَقُل نحن المسلمون السنة "لا تظلمونا بداعش فنحن منها براء"، وأصبح أعداؤنا يشوهون صورة مليار مسلم بسبب داعش ذات الخمسة آلاف متطرف وعملاء للغرب؟!
أسأل الله أن تذهب تلك الفتنة ولا تُعاد، فلا نرضى أن يكون الدروز خصوماً لنا، بل هم جيران وأهل وشركاء، وأنا مع وجود خصوصية لهم داخلية في السويداء لأسباب كثيرة، منها تركيبة الجيش الحالية، كذلك الخصوصية للداخل الدرزي، ولا ننكر خطورة مشروع حكمت الهجري الانفصالي، ولكن يواجَه كشخص ومشروع وعصابات وجرائم.
عمر شاهين
كاتب اردني

تابعوا نبأ الأردن على
تصميم و تطوير