د.حسن براري يكتب : التحولات قادمة!

{title}
نبأ الأردن -
نتنياهو وترامب لا يتحدثان عن "اليوم التالي لغزة" بل عن اليوم التالي للمنطقة كلها. الحديث يدور حول خرائط ومصالح كبرى، لا حول فك الحصار أو إعادة الإعمار، والأخيرة ترتبط برؤيتهما حول مصير الفلسطينيين في نهاية المطاف، بمعنى هل يتم تهجيرهم أم ماذا!!!!!
 
أما مطالب حماس في المفاوضات اليوم، فلا تتجاوز انسحابًا إسرائيليًا حتى حدود الثاني من مارس، وليس حتى السادس من أكتوبر، ومع ذلك ترفض إسرائيل بلا تردد، وتواصل القتل اليومي، حيث يُقتل أكثر من مئة فلسطيني يوميًا، فيما العالم منشغل بنقاشات شكلية عن "المرحلة الانتقالية".

بدورها التقطت إيران هذه اللحظة ببراغماتية واضحة، حيث أعلن المرشد الأعلى تمسكه بالقومية الفارسية على حساب المرجعية الدينية، في تحول لافت يعكس استعداد طهران لإعادة تعريف دورها الإقليمي. ولم تقف عند ذلك، بل لوّحت بجزرة سياسية واقتصادية كبرى للولايات المتحدة في محاولة لتفادي سيناريوهات التصعيد العسكري ما يعكس وعياً بأن الطريق إلى الاستقرار يمر بتسويات عقلانية لا بالمغامرات.

ومع كل ذلك ما زال الإعلام العربي ونشطاء وسائل التواصل مشغولان بالميدان كما ينشغل الطفل بلعبته، يلاحق الدخان والغبار ويظنه الحقيقة كلها. يحصي القذائف ويغفل الأهداف، يلاحق الحدث وينسى السياق، حتى بات رأيه العام مثل مراسل ميداني أعمى، يصف ما لا يرى ويُقنع الناس أنه فهم ما جرى.

من لا يرى السياق سيفقد كل شيء، ومن ينشغل بالحدث الآني يصاب بعمى يحجبه عن الأفكار الكبرى.
تابعوا نبأ الأردن على
تصميم و تطوير