د.حسن براري يكتب: "المدينة الإنسانية" ما هي إلا قناع لمدينة التطهير العرقي

نبأ الأردن -
على حركة حماس أن تدرك بوضوح أن الحسابات مع إسرائيل ما زالت صفرية، لا تقبل التجميل ولا التعديل. فإسرائيل لا تتراجع عن أهدافها، وكل خطوة تقوم بها مغلفة بالخبث والمراوغة.
ما يُسمى بـ "المدينة الإنسانية" التي تسعى إسرائيل لإقامتها في جنوب غزة ليست سوى مشروع لحشر نحو 700 ألف فلسطيني تمهيدًا لتهجيرهم خارج الوطن في جريمة ناعمة تُدار تحت لافتات كاذبة.
ما يصدر عن نتنياهو وترامب يعكس مستوى عالٍ من الخداع السياسي، وكأنهم يهيئون المسرح لحل نهائي بصيغة جديدة. أما تصريحات كاتس عن "ممر موراج" فهي الأكثر وضوحًا، إذ تكشف أن الحديث لا يدور عن مساعدات إنسانية، بل عن إنشاء بنية دائمة لتطهير عرقي واسع النطاق. لذلك، على حماس أن تتصرف بناء على هذا الفهم، لا أن تُخدع بديكور المبادرات أو بسقف أوهام لا وجود له أو اللهاث وراء بقاء سياسي مؤقت مقابل تقديم التنازلات التي تساهم في استكمال إسرائيل مخططها التهجيري.
أما الحديث عن مهلة الستين يومًا، فلا يعني بأي حال من الأحوال نهاية الحرب، بل قد يكون فاصلًا تكتيكيًا لإعادة التموضع وفرض وقائع جديدة على الأرض، وعلى من يقاوم أن يقرأ المرحلة بهذه العيون لا بعين الرجاء. ومع ذلك أرجو أن يعمل الحميع لتحويل الستين يوم - في حال التوصل لصفقة - إلى وقف اطلاق نار دائم وتمكين الفلسطينيين في البقاء على أرضهم. كما ارجو أن يفهم الجميع أن المرونة مطلوبة مع أن هناك فرقا كبيرا بين المرونة والاستسلام.