وائل منسي يكتب : عن الراحل الكبير سيف الشريف .. سليل الحبر ووارث الحكمة

{title}
نبأ الأردن -
الأستاذ الراحل سيف الشريف
سليل الحبر، ووارث الحكمة، ورجل من جيل الكبار

في حضرة الغياب، تتكسر الكلمات على صخرة الحزن، ويعجز الحبر عن الوفاء لرجلٍ كان الحبر دمه، والصحافة صلاته اليومية.
رحل سيف الشريف، ومضى بصمته النبيل، كما يليق بالكبار، الذين لا يحتاجون إلى ضجيج ليرسخوا في الذاكرة، ولا إلى ألقاب ليكونوا قامات.
سيف الشريف… ليس مجرد اسم في دفتر الصحافة الأردنية، بل هو سطر ناصع من سطور "الدستور"، الجريدة الأم، التي احتضنته صغيرًا، فصار أحد أعمدتها الكبار، أستاذًا، ومديرًا عامًا، ووجهًا نقيًا من وجوه المهنة حين كانت مهنة من نور.
كنتَ يا أبا محمود أستاذي ومديري، وكنتُ تلميذًا في محراب نزاهتك ورصانتك، أتعلم منك كيف يكون الصمتُ بيانًا، وكيف يكون العدل في الكلمة موقفًا لا يعلو عليه سوى الضمير.
ولأن الشجرة الطيبة لا تطرح إلا الطيب، كنتَ ابنًا لمحمود الشريف، هيكل الأردن، ووريثًا لمدرسة حروفها لا تزال تضيء في تاريخ الصحافة الوطنية.
وكنت ابن أخٍ لذلك الفارس الرصين الشيخ كامل الشريف، الذي كتب فلسطين وغزة في عروقه، فصار علمًا ورمزًا وها هو إسماعيل كامل الشريف، ابنه المهذب، المثقف، الكاتب، يُعيد إلى الزمن ألقه، ويروي ظلال الشجرة بما علّمتَ وغرستَ.

وفي بيتكم، لم يكن المجد طارئًا، ولا القلم دخيلًا، بل كان سيرة عائلة…
أخوك، نبيل الشريف، الوزير والأكاديمي والإعلامي اللامع، الذي سبقك إلى دار الحق وترك فينا وجعًا لا يزول…
وأخوك أسامة الشريف، الكاتب والمحلل وصاحب الرأي المتزن، أطال الله في عمره، لا يزال يُكمل مسيرة العائلة في محراب الكلمة.

رحمك الله يا أبا محمود،
يا من مضيت بهدوء يشبه طباعك، وتركْتَ فينا فراغًا لا يُملأ…
نمْ قرير العين، فقد كنتَ وفيًا للكلمة، نزيهًا في موقع المسؤولية، كبيرًا في مواقفك، متواضعًا في حضورك.
سلامٌ على روحك، وسلام على من بقي يحمل إرثك بحب واعتزاز.
وإنا لله وإنا إليه راجعون.
تابعوا نبأ الأردن على
تصميم و تطوير