عبد المجيد دحبور يكتب: خبر الزرقاء

{title}
نبأ الأردن -
كل ما طلع خبر سلبي… بتصير الزرقاء هي العنوان!
وكل ما صار خطأ فردي… بنلاقي الكل بيحكي: "أكيد من الزرقاء”!
كأنها شماعة جاهزة لتعليق كل تهمة، وكأنها ما بتضم بشر… ولا فيها كرامات… ولا فيها قامات!

بس خليني أحكيها بصوت عالي، عشان الكل يسمعها:

الزرقاء مش عار… الزرقاء عنوان للفخر.
الزرقاء مش مشكلة… الزرقاء مدينة الصبر والعز.
الزرقاء مش عبء على الدولة… الزرقاء سندها.

في الزرقاء، ما يقارب ٢ مليون إنسان… من كل أطياف المجتمع الأردني، من كل المنابت والأصول، فيها اللي بصحى قبل الفجر يفتح دكانه، واللي بيسهر بآخر الليل بمصنعه أو مستشفاه، واللي واقف على حدود الوطن حامل سلاحه.

في الزرقاء مدارس وجامعات، وفيها مساجد وكنائس، وفيها عقول ناضجة، وقلوب حنونة، وناس بتشتغل بصمت وبكرامة، فيها من حملوا الوطن على أكتافهم، ومن صنعوا نجاحهم من الصفر، فيها اللي عايشين على الحلال رغم الفقر، ورافعين راسهم رغم التهميش.

واللي بشوف الزرقاء من زاوية ضيّقة، بيكون عنده مشكلة نظر… مش المدينة! واللي بيختصرها بحادث أو مشهد، بينسى إنها مدينة ولّادة… مدينة رجال ونساء ما بينحكوا بكلمتين.

بدل ما نحكم على الزرقاء، لازم نسأل:

ليش كل ما صارت مشكلة، بتصير الزرقاء المتهم الأول؟
ليش ما نحكي عن قلة الفرص، والبطالة، وضعف الخدمات، والضغط السكاني، وعدم العدالة بالتنمية؟
ليش ما نحكي عن الزرقاوي اللي بشتغل بشرف، وبيدفع الثمن بدل غيره؟

الزرقاء ما بتستاهل كل هالجلد…
الزرقاء بتستاهل وقفة وطنية حقيقية.
الزرقاء بتستاهل نحكي عنها بفخر، مش بخجل.

وإذا كان في فئة غلطت… فكل محافظة فيها اللي بغلط، بس مش كل حدا من المدينة بيتحاسب على خطأ غيره.

فمن الزرقاء خرج الأبطال، الشهداء، المفكرين، المبدعين، والكوادر اللي بتخدم الأردن من شماله لجنوبه.
ومن الزرقاء، رح يضل يطلع ناس يرفعوا الراس، مهما حاول البعض يشوه الصورة.
تابعوا نبأ الأردن على
تصميم و تطوير