ماذا قال المجالي عن "رؤيا" و"المملكة" .. وبماذا رد المنسي

نبأ الأردن -
رد الكاتب والسياسي، وائل منسي على ما نشره الصحفي والكاتب، عبدالهادي راجي المجالي، حول قناتي "رؤيا" و"المملكة".
وحتى لا نغرق في تحليل الموقفين، ما نشره المجالي، ورد المنسي.
وتالياً ما نشره المجالي : بالرغم من كل تحفظاتي على قناة رؤيا .. لكنها ظلت محافظة على التوازنات ، فهي تمثل إعلام الفقراء .... بالرغم من كل هفواتها إلا أنها أخذت موقع الصدارة ، بالمقابل ... حجم الإنفاق على رؤيا لا يعادل ١٠% مما تنفقه الدولة على قناة المملكة ، إلا أن المملكة شكلت ما يسمى بالإعلام الفوقي والطبقي ...شكلت ما يسمى بإعلام النخبة المزيفة ، فتحت أبواقها لليسار الطفيلي الكاذب وللإسلاميين المرتدين ... وشوهت الوعي الأردني ، وأنا للعلم قاطعت هذه القناة .. ولن أتابعها أبدا ... ولولا خجلي من أخي عامر الرجوب لقلت ما هو أقسى من ذلك .
*وتالياً رد وائل منسي :
من المؤسف أن يُختزل النقاش الإعلامي والسياسي في الأردن إلى قاموس تنابزات لا يمت للواقع النقدي أو التحليل البنيوي بصلة. ما ورد في منشور عبد الهادي راجي المجالي لا يتعدى كونه خطابا شعبويا يفتقر لأي عمق معرفي أو دقة مفاهيمية، ويعكس أزمة حقيقية في فهم طبيعة الصراع الاجتماعي والسياسي، فضلا عن أزمة في التصنيف الأيديولوجي.
أولًا، لا يوجد في الأردن "يسار طفيلي" بالمعنى التحليلي للمصطلح، فالفئات التي يصنّفها الكاتب على هذا النحو لا تمتلك لا سلطة ولا تمويلًا ولا هيمنة على الإعلام أو القرار السياسي، بل هي غالبًا مهمشة ومقصاة من المشهد السياسي، وهي التي تقف في مقدمة الصفوف دفاعًا عن العدالة الاجتماعية والحريات.
أما "الإسلاميون المرتدّون"، فهذه تهمة دينية سياسية تنتمي إلى القاموس التكفيري، ولا مكان لها في دولة مدنية تحترم التعددية، وما هي إلا إسقاطات ذهنية متطرفة لا تستخدم إلا حين يغيب العقل السياسي ويتقدّم العنف الرمزي.
ثانيًا، ادعاء أن قناة "رؤيا" تمثل "إعلام الفقراء" هو تبسيط فجّ لمشهد إعلامي معقد، إذ أن القناة تخضع لمعادلات السوق، وتُموَّل من رجال أعمال، وتُوجّه خطابها وفق أولويات تجارية مع جرعة من التوازنات المعقولة. إن تصديرها كـ"إعلام الشعب" هو نوع من الشعبوية المضللة، خاصة وأنها لا تُقدّم عادة خطابا نقديا جذريا وتفتح شاشاتها نادرا للقوى الاجتماعية الحقيقية التي تعارض السياسات النيوليبرالية أو تتناول ملفات الفساد البنيوي.
ثالثًا، ما يُسمى "إعلام النخبة المزيفة" ليس نتاجا لتيارات سياسية محددة كما يحاول الكاتب الإيحاء، بل هو نتاج طبيعي لبنية الدولة الريعية التي توظف الإعلام كأداة ضبط اجتماعي وتوازنات سياسية، وتستبعد أي أصوات خارجة عن معادلة التواطؤ الناعم.
الوعي الأردني لم تشوهه لا قوى اليسار ولا الحركات الإسلامية الإصلاحية، بل شوّهته كتابات تعتمد الإثارة بدل التحليل، وتكرس ثقافة الكسل الفكري بدل الاشتباك العقلاني.
إن "فتح أبواب القناة" كما قال الكاتب، لا يعني سقوطها، بل العكس تماما: كلما تنوعت الأصوات، كلما اقتربنا من إعلام تعددي لا يحتكر الحقيقة ولا يشيطن المخالفين.
والاختلاف ليس خيانة، والنقد ليس ارتدادًا، لكن يبدو أن البعض لا يزال يعيش في خنادق لغوية مغبرة، حيث لا يرى إلا أعداء خياليين، يسارا طفيليًا لا وجود له، وإسلاميين مرتدين لا يراهم أحد سواه.
المنشور أعلاه ليس دفاعا أو هجوما على القناتين.