مزيد العرمان العجارمة يكتب : الحرب الإسرائيلية الإيرانية: ماذا بعد؟ .. التحولات والمآلات

{title}
نبأ الأردن -
انتهت المواجهة العسكرية بين إسرائيل وإيران، لكنها لم تطوِ صفحة الصراع الممتد بين الطرفين. لم تكن الحرب مجرد تبادل للنيران والصواريخ، بل كانت مفصلًا تاريخيًا قلب موازين القوى في الشرق الأوسط وأعاد تشكيل التحالفات الإقليمية والدولية. فماذا بعد هذه الحرب؟ وما التحولات العميقة التي خلّفتها؟ وما السيناريوهات المحتملة للمستقبل؟
   أظهرت الحرب أن التحالفات التقليدية لم تعد قائمة على الثوابت السابقة. بعض الدول العربية، التي كانت تتبنى الحياد تجاه الصراع الإيراني الإسرائيلي، اتخذت مواقف أكثر وضوحًا. كما أعادت الولايات المتحدة تقييم دورها في المنطقة، فيما عززت روسيا والصين وجودهما، خصوصًا في ظل التراجع الأمريكي النسبي.
   أثرت الحرب بشكل مباشر على الداخلين الإيراني والإسرائيلي. ففي إيران، ظهرت تصدعات داخلية نتيجة الكلفة البشرية والاقتصادية، ما أثار احتجاجات شعبية ودعوات لإعادة النظر في السياسات الخارجية. أما في إسرائيل، فرغم النصر العسكري النسبي، وُجهت انتقادات للحكومة بسبب فشلها في منع التصعيد وتأمين الجبهة الداخلية، فالداخل الإيراني والإسرائيلي بين الصدمة وإعادة التموضع.
   أدت الحرب إلى تسريع سباق التسلح في المنطقة، مع ارتفاع الطلب على منظومات الدفاع الجوي والطائرات المسيرة. وسعت بعض الدول، خاصة في الخليج، إلى تعزيز قدراتها العسكرية تحسبًا لأي تصعيد مشابه في المستقبل.
   أصبح الملف النووي الإيراني أكثر تعقيدًا بعد الحرب، حيث فقدت المحادثات الدولية الزخم، ورفعت طهران من سقف تحديها للوكالة الدولية للطاقة الذرية. في المقابل، تحاول القوى الكبرى البحث عن صيغة جديدة للردع دون الانزلاق إلى حرب شاملة أخرى.
القضية الفلسطينية بين التهميش وإعادة التمركز، رغم أن الحرب لم تكن ذات صلة مباشرة بالقضية الفلسطينية، إلا أن نتائجها أثّرت على أولويات الدول الإقليمية. فبينما سعت بعض الدول إلى التهدئة مع إسرائيل، تسعى دول ومنظمات دولية بعد الحرب لإعادة تسليط الضوء على معاناة الشعب الفلسطيني وسط اضطراب الإقليم.
  الحرب الإسرائيلية الإيرانية لم تكن نهاية لصراع طويل الأمد، بل محطة مفصلية في إعادة تشكيل مشهد إقليمي مضطرب. التحولات التي ولّدتها الحرب قد تحمل في طياتها فرصًا لبناء توازن جديد، لكنها قد تكون أيضًا نذيرًا لمرحلة أكثر هشاشة وخطورة. وحده الزمن، وتحركات الفاعلين الإقليميين والدوليين، سيحددان إن كنا أمام استقرار مرتقب. أم أمام تصعيد قادم لا محالة.
تابعوا نبأ الأردن على
تصميم و تطوير