وائل منسي يكتب : هدنة تكتيكية لا سلام حقيقي

نبأ الأردن -
ما جرى بين إيران والكيان بوساطة أمريكية وغطاء قطري ليس سلامًا حقيقيًا، بل هدنة تكتيكية لإعادة التموضع وضبط التوازنات. الضربات المتبادلة كانت رمزية ودعائية، والكل ادعى النصر، لكن الخسارة الحقيقية كانت لغزة، التي غابت تمامًا عن أي صيغة تفاوضية، في إشارة واضحة لتفكيك مبدأ "وحدة الساحات" وتحويل المقاومة إلى ورقة تفاوض لا أكثر.
تجاهل غزة يعكس تغيرا استراتيجيًا خطيرًا: إيران قدمت مصالحها أولًا، وإسرائيل استثمرت الغياب لتصعيد وحشي بلا محاسبة، والوسيط العربي كان منشغلًا بإرضاء واشنطن.
الغياب الفلسطيني عن الاتفاق لم يكن سهوا، بل قرارا ضمنيا بفصل المسارات وتصفية الحسابات على حساب الدم الغزي.
المستقبل يتجه نحو حرب باردة ساخنة، تعيد تشكيل المحاور وتقسيم الأدوار، إلا إذا ظهر مشروع عربي يعيد الاعتبار للكرامة والسيادة، ويمنع تحويل غزة إلى ضحية دائمة على مذبح صفقات الآخرين.