محمد الزيود يكتب : تؤثرون بماذا يا هذا ويا هذه!

{title}
نبأ الأردن -
كثر في السنوات الأخيرة استخدام مصطلح "مؤثر أو مؤثرة" و"ناشط أو ناشطة" وهذا لا نجده منتشرا بشكل واسع إلا في عالمنا العربي والأردن جزء من هذه الحالة المستشرية بشكل مؤذي للجمهور وأقصد هنا الناس من كافة الأعمار وبمختلف مستوياتهم الثقافية.
وهنا بالتأكيد لا اقصد من يتحدث باختصاصه وصلب دراسته أو علمه، بل أقصد من ينشرون التفاهات والمشاهد والكلمات النابية والمحتوى الساقط والفساد الأخلاقي من بيوتهم وسياراتهم ومطابخهم وغرف نومهم.
واصبح هؤلاء بفعل تصنيف وسائل التواصل الاجتماعي وعدد متابعيهم يصنفون على أنهم "مؤثرون"، والسؤال هنا يؤثرون بمن وبماذا ومن هم هؤلاء وهل هم مؤهلين ليكونوا قدوة وقادة للمجتمع وهل اصبح معيار التأثير بعدد المتابعين الذين لا ندري ايضا لماذا يتابعونهم لأجل الهروب من واقعهم ام فقط للتسلية غير المفيدة.
والمصيبة الكبرى أن الكثير من هؤلاء الأشخاص اشهرتهم السوشال ميديا صدفة تبنتهم جهات متعددة واصبح لهم مكانة لا يستحقوها وسرقوا سوق الإعلان، علما أنهم هبطوا بالذوق العام حتى وصلنا إلى الحضيض.
وفي ذات الوقت الذي يهتم العالم العربي بالمؤثرين واستخدامهم احيانا، يقوم الغرب والولايات المتحدة والصها ي نة الملاعين باستخدام الإعلام التقليدي والرقمي بمختلف منصاته في إدارة الحروب عن بُعد في منطقة الشرق الأوسط للسيطرة على خيراته وتجهيل شعوبه الغارقة باللهو والتفاهات.
أما على صعيد الشأن المحلي علينا أن ننهض بالحالة الإعلامية وتطوير مؤسساتنا الإعلامية وتحديث أدواتها والمزج بين الإعلام التقليدي والإعلام الرقمي وتطوير المحتوى الإعلامي بما يتوافق مع ادوات الإعلام الحديث لخدمة الدولة ومؤسساتها والمواطنين، وهذا يحتاج إلى تمكين الإعلاميين بكل ما هو حديث من أدوات الإعلام الحديث الإحترافي ليكونوا قادرين على تقديم محتوى إعلامي محترف.
واليوم الدولة الأردنية ككل وليس فقط على مستوى الحكومات نحن بحاجة من أي وقت مضى إلى الابتعاد عن فكرة الاستفادة من مدعي "التأثير الوهمي" والذهاب إلى خارطة طريق إعلامية بقيادات شابة مدركة تمام الإدراك ما هو المطلوب منها خدمة للدولة ورسائلها على مختلف الأصعدة ولا يضير تصدير وجوه جديد للتحليل والحديث في القضايا العامة داخليا وخارجيا.

#الأردن
تابعوا نبأ الأردن على
تصميم و تطوير