سامية المراشده تكتب: القنوات حسب الانتماء السياسي

{title}
نبأ الأردن -
البعض يبحثون عن الكذبة حتى يصدقوها في قناة الرأي والرأي الآخر. أكيد عرفتموها، حتى يصدق المشاهد ذلك المراسل الذي يتتبع سقوط العمارة بسبب الصاروخ وهي خلفه. ولا نعلم كيف علم المصور والمراسل بأن العمارة ستقع، لكنهم مستعدون جيدًا للتصوير. ويصدق أيضًا أخبارها حينما تذم بلده وتسب العرب، ويستضيفون على مدار العام الكامل نفس الضيوف الأربعة دون تغيير. والمطلوب منهم أن يوصلوك حتى تشعر بأنك عربي مستحقر، صاحب جريمة الخذلان، وأنك سبب موت المسلمين وأنك خائن للعروبة، وتشحن حتى تعلم جيدًا أنه من الواجب عليك أخذ كل يوم درس منها حتى تحقر نفسك قبل وجبة طعام وقبل النوم. بينما هناك قنوات منوعة تهتم بالشأن السياسي لكل العالم من كل الجوانب الاقتصادية، وفيها تنوع، ويسابقون عليها كل سياسيي البلاد ومنهم المسؤولون الأردنيون، حتى يستقبلون ضيوفًا لها على مستوى عالٍ. بينما الذي في حلقه شوكة يذهب لقناة أحرفها أجنبية بريطانية، يخرج السم من فمه ليسمع الجميع روايته التي اخترعها حتى يفتن بها الوطن. من يعبث بأفكار الناس ونحن نعلم أن الإعلام الصهيوني لديه أدواته التي تجعلك تكره نفسك حتى الجرم.

من يعبث بعقل الأردني والعربي أجمع، الذي جعلك تتقبل فكرة الموت ببساطة وتتعود عليها، وتشاهد الأشلاء وأنت تأكل المنسف وتشرب القهوة وتذهب لتشارك في الحفلات والأعراس؟ من الذي جعل الناس يملون من تلك المشاهد حتى درجة الزهق منها؟ من يقبل أن يكذب أخبار بلدك ومواقف الأردنيين ويخرج المراسلين ليصوروا المسيرات وهم بجانب مكبرات الصوت يقولون: "هذه المعارضة الأردنية"، وفي الحقيقة عكس ذلك؟ هو نفسه يقبل أن يكذب عليك بأخبار العالم كلها. لكننا، بكل أسف، لا نريد سماع صوت الحقيقة، لكن الجميع يركض وراء الكذب والخبر الزائف والفتنة حتى نرتاح ونسعد من بثها من تلك القناة. من الذي أصر على العبث بترجمة موقف الأردن في البيت الأبيض ولم تعتذر القناة؟ من هذا صاحب العقل المتفتح الذي يصر على رواية قناة ويشكك بقنوات أخرى، ولربما تقول عن بلدك أجمل الكلام بموقفها وتجعلك أفضل عربي يحترم وطنه ويفتخر به، وأنت تعلم أن كل قناة تريد أن تظهرك بأسوأ موقف عربي في العالم، بينما تتغاضى عن البلدان التي تقيم فيها ولا تخرج منها حتى خبر يسيء لتلك البلدان. لكن عند القتل والإساءة، الجميع مشارك بها. هذا هو الإعلام الذي يعرض عليك، وهذا هو غسل الدماغ.

وبأنك تدافع عن قناة تميل لها عاطفياً هذا لا يكفي  لأنها تشبعك بضخ البؤس في قلبك وانت لا تقدر على فعل شيء  وتشعر بأن باقي الإعلام مزيف وخائن  وصاحب فتنة بمجرد تكلم عن وطنك بأسلوب إيجابي أو عزز من موقفك،  بعض العقول لا تقبل بذلك  ، بينما قناتك المفضلة هي صاحبة النهضة البطولية والإعلام الحقيقي المزيف . هذا الشيء قد لا تدركه إلا بعد فوات الأوان، أي بعد أن تبقى ولا قطرة دماء ولا جثة،بل حتى تشعرك بأنك انسان عاجز وانت عكس ذلك ،وانت تحترم بلدك وتصونها وتتبع رواية دولتك الحقيقية ،حتى ينتهي دور تلك القناة وتبحث عن منطقة أخرى يُراد العبث بها وتقوم بنفس الدور وتقسم الشاشة كما تعودت ، نحن في هذه المرحلة، بكل أسف.
تابعوا نبأ الأردن على
تصميم و تطوير