ريم بدران تكتب : أبي الحبيب ، و سندي الغالي مر عامان على رحيلك

{title}
نبأ الأردن -
كيف أرثي من علّمني أن الرجولة موقف، وأن الكرامة لا تُشترى، وأن العطاء الحقيقي هو ما يُمنح بصمت، بلا انتظار، ولا مقابل؟
أبي …كنت الحنان حين تَقسُو الدنيا،
والقوّة حين أضعف،
والبوصلة حين تتوه الطرق.
كنت الصدر الذي نلجأ إليه، والكلمة التي تهدّئ الخوف، والنظرة التي تمنحنا الطمأنينة بلا كلام…
رحل أبي…
رحل مضر بدران، رحل ذلك الرجل الذي لم يعرف في حياته إلا الإخلاص، ولم يعرف لليأس طريقًا، ولا للمصلحة موضعًا في قلبه الكبير.
عاش معطاءً… يعطي من روحه قبل وقته، من عقله قبل يده، من قلبه قبل كلماته.

مضر بدران، لم يكن مجرد رئيس وزراء… بل كان رمزًا للحكمة، ورجلًا يُحتذى به في النزاهة والصدق والعدل.
كان يسمع كثيرًا ويتكلم قليلًا، وإذا تكلّم أصغى الجميع، لأنه لا يقول إلا الحق، ولا يتحرّك إلا وفي ضميره الوطن.

يا أبي…
كنت رجلًا من طراز نادر. مخلصًا لوطنك كما كنت مخلصًا لبيتك وأهلك.
عملت بصمت، وأعطيت بلا مقابل، وبقيت وفيًّا لمبادئك حتى آخر نفس.
لم تكن السياسة عندك سلطة، بل مسؤولية.
ولم يكن المنصب عندك مجدًا، بل تكليفًا، وواجبًا.
أتذكّرك اليوم بكل فخر.
أسمع الناس تذكر اسمك بكل احترام، فأرفع رأسي عاليًا وأهمس لنفسي: "هذا أبي…”
كم أنا فخورة بك، وكم أنا مشتاقة إليك
كان أبي  يُشبه الأردن كثيرًا… قويًا في المواقف، دافئًا في جوهره، بسيطًا في ظاهره، عميقًا في روحه.
يا أبي…
أفتقدك في تفاصيل الحياة، في لحظات الحيرة، وفي لحظات الفرح التي لا تكتمل بغيابك.
لكني أحمد الله أنني ابنة رجل مثلك… رجل ترك وراءه إرثًا من المحبة، وذكرى طيبة، وسيرة لا يشوبها شائبة.
رحمك الله يا من علمتني أن يكون الإنسان كبيرًا بفعله، لا بمنصبه.
نم مطمئنًا… فأنت في القلب، وفي الدعاء، وفي تاريخ الوطن.
رحمك الله يا أبي، بقدر ما أحببتنا، وبقدر ما أحببت أردنا الغالي. اسأل الله أن يجعل قبرك روضة من رياض الجنة، وأن يجمعنا بك يومًا لا فُقد فيه، ولا فراق.

إبنتك بفخر 
ريم
تابعوا نبأ الأردن على
تصميم و تطوير