باسم سكجها يكتب: عن إبراهيم سكجها بمناسبة، وبدون مناسبة!

نبأ الأردن -
لستُ أتحدّث عن مجرّد كلام متناقل، من إلى، ولكنّ عن أمر مؤكّد، ومِن وعَن شاهد موثوق هو الراحل الحاج جمعة حمّاد، وقاله أمام حشد يزيد على المئتين من الشخصيات الأردنية المعتبرة، وهو مسجّل وموثّق...
مختصر الأمر أنّ الملحق في السفارة الأميركية عرض على ابراهيم علي سكجها مبلغ خمسين ألف دولار، في بدايات العام ١٩٧١، لتأسيس صحيفة، ومعروف أنّ سكجها كان المسؤول الأوّل عن إصدار "الدستور"، مع أنّه لم يكن شريكاً فيها.
"الدستور" كانت الصحيفة اليومية الوحيدة في البلاد، خلال الفترة من النكسة حتى ذلك العام، وخصوصاً في أحداث أيلول المشؤومة، وكما ذكر الراحل حمّاد، وكما أعرف، فقد استهجن ابراهيم هذا العرض، ورفضه، بل وأسمع العارض كلاماً صعباً.
نحتاج إلى عالم اقتصادي، مالي، ليُقدّر الآن ما هي القيمة لذلك المبلغ الآن، وفي التقدير الأوّلي فهي تزيد على عشرين مليون دولار، ومن الطبيعي أن يتساءل الكثيرون: كيف يُمكن رفض هذا الكمّ من المال، من شخص لم يكن يستطيع أن يُسدّد أقساط سيارته، إلاّ بصعوبة؟
حين عرفتُ الأمر، في وقت مبكّر، لم استغربه، فهذا هو ابراهيم أبي الذي لم تكسر عينه أموال، ولم يتخلّ عن وطنيته، أو مهنيته، وليس سرّاً أنه رحل وفي ذمّته نحو ثلاثة آلاف دينار لبنك الاسكان، بقية قرض بيته.
أبي ابراهيم كان ذلك الشخص، ولا تتسّع مساحة المقالة للحديث عن عروض سخية رفضها من أجل كرامته، ووطنيته، ومهنيته، وكانت عروضاً يسال أمامها "ريل" الكثيرين، وهو ما أفخر به، وأتشرف، أكثر ما أتشرف، حين ألتقي بواحد يقول لي: أنت إبن ابراهيم، وذلك ميراث لا يُقدّر بمال، وهذا ما سيحصل عليه إبني إبراهيم منّي، بعد عُمر طويل، أو قصير، وللحديث بقية!