الكابتن يوسف الدعجة يكتب: العالم من قمرة قيادة الطائرة.. والسيطرة في زمن الصهيونية العالمية

نبأ الأردن -
في الطائرة، وعلى ارتفاع آلاف الأقدام، تنبض الحياة عبر آلاف الأمتار من الأسلاك الكهربائية الدقيقة، تلك التي تحمل التعليمات بسرعات خاطفة من قمرة القيادة إلى كل جزء في جسد الطائرة. إشارات إلكترونية معقدة، تنفذها منظومات ذكية، يراقبها طياران محترفان بقيادة كابتن محترف يقودان هذا الكيان المعدني الهائل بمهارة وحذر
هنا في هذه القمرة الصغيرة، يُدار مصير مئات الأرواح، وتُتخذ قرارات دقيقة في أجزاء من الثانية.
وهكذا هو العالم.
عالمنا الحديث، بكل تعقيداته وشعوبه وأزماته، يُقاد من (قمرة قيادة) خفية، تتحكم بها نُخب محدودة، ودوائر ضيقة، ترسم المسارات وتحدد الارتفاعات، وتقرر من يحلّق ومن يسقط. في قلب هذه القمرة، تجلس الصهيونية العالمية، ليس كدين أو قومية، بل كمشروع فكري واستراتيجي يسعى إلى الهيمنة على مفاصل القرار العالمي: الإعلام، الاقتصاد، التكنولوجيا، السياسة، وحتى الثقافة. لها جنود مجندة مدربة على بث ألفتن بين شعوب العالم وبين افراد المجتمع الواحد من خلال اذرع لها ليس لها ضمير أو مبداء .
كما تُبنى الطائرة على منظومات مترابطة، كذلك تُبنى الأنظمة الدولية على شبكات النفوذ، وكل (سلك )فيها يُستخدم لنقل الأوامر من مراكز التحكم العليا إلى الشعوب الموصولة بـأنظمة الطاعة، فالإعلام موجّه، والأسواق مرهونة، والسياسات الخارجية مفروضة، والتمويل مشروط، والتقنيات مراقبة واقع أليم يدمر مقدرات الشعوب .
ليست نظرية مؤامرة، بل قراءة للواقع بلغة الطيارين من يملك خريطة الملاحة، ويتحكم في البرج الأرضي، ويصمم الطائرة، ويدرّب الطيار، ويحدد له الوقود والمطار، هو من يتحكم في المسار والمصير في الإقلاع والهبوط والمسارات الجوية المتبعة والمبرمحة مسبقا من خلال دائرة رصد جوي اوامرها مطاعة لان عدم الطاعة وتنفيذ الأوامر الهلاك الأبدي .
هكذا هي الصهيونية العالمية
إنها ليست مجرد صهيونية كهوية، بل منظومة مصالح عالمية، تستغل الغطاء السياسي والديني لتبرير توسعها، ولتفرض وصايتها على العالم. من خلال الإعلام العالمي، ومن البنوك إلى التجارة العالمية ومن شركات التقنية إلى مراكز الأبحاث، تعمل هذه المنظومة بدقة تشبه عمل الأسلاك داخل الطائرة صامتة، دقيقة، لا تُرى، لكنها تتحكم بكل شيء تتحكم بيصير الشعوب عبر تعليمات محددة .
لكن في كل طائرة، هناك احتمال لعطل، أو لطيار يخرج عن تعليمات الطيار الآلي ليقود طائرته بكل حرية ياخذها ويهبط بها بكل امان وسلامة لركاب هم امانة في عنقه ، أو لعاصفة جوية تكسر المسار المخطط وتنحرف الطائرةعن المسار المرعب لتجنب هذه العاصفة المدمرة لطائرة وركابها
ويبقى الأمل أن يكون في هذا العالم من يملك الشجاعة والوعي ليعيد برمجة القمرة ويستعيد التحكم من الطيار الآلي الذي زرعته قوى الهيمنة ليقود طائرته بحرية في سماء رحب واسع كله حرية .
يقلع ويهبط بكل امان بكل حرية دون تعليمات خارجية
فكما أن الطائرة بلا طيار متمكن قد تتجه نحو الهاوية، فإن العالم بلا وعي شعوبه وحرية قراره، سيبقى رهينة في رحلة لا يعلم أحد إلى أين تنتهي.
حفظ الله الأردن كصخرة الصوان تتحطم عليها كل المتآمرين والخونة وخفافيش الليل
كابتن طيار يوسف الهملان الدعجة