كابتن طيار يوسف الهملان الدعجة يكتب : خطر الفكر المنحرف على استقرار الأردن وكيفية العلاج الطبيعي دون عمليات جراحية .

نبأ الأردن -
لا يمكن لأي وطني شريف أن يبحث عن مبرر لمن تجرأ على زعزعة أمن الوطن، أو فكر في النيل ممن احتضنهم وربّاهم ووفّر لهم الأمن والاستقرار، فغدروا به وتطاولوا على استقرار وامن المواطن . الأردن، هذا الوطن الذي فتح ذراعيه لكل من ضاقت به الأرض، لا يستحق منا إلا الوفاء ولا يستحق من بعض أبنائه أن يقابلوا نعمته بالخيانة والضلال. وجلب الويلات والدمار دون ذنب بل تعليمات من خارج الحدود من خلال الحمام الزاجل
ما يثير القلق ليس فقط الفعل الإجرامي ذاته، بل الجرأة التي تحلّى بها شباب صغار السن، تجاوزوا الحدود وطرقوا أبواب صناعات حربية لا يقترب منها إلا من حمل راية الجيوش النظامية. من أين أتى هذا الفكر الهدام وكيف تمكّن من عقول هؤلاء هل البيت كان غائبًا أم أن هناك منابر إعلامية مشبوهة لعبت دورًا خطيرًا في غسل أدمغة الشباب وتزييف وعيهم لدرجة انهم ظنوا أن الخراب خراب الأوطان هو السبيل الوحيد لتحقيق الغايات التى يريدها أعداء الأردن .
وفي زمن الإعلام المفتوح، لم تعد السيطرة على الفكر ممكنة بنفس الآليات القديمة. منصات تنشر التطرف تحت عباءة "المقاومة”، وقنوات تتغذى على العاطفة دون وعي، أظهرت "مقاتلين” في ثياب أبطال، بينما هم في حقيقتهم أدوات لمشاريع خارجة عن السياق الوطني. كل ذلك شكّل بيئة خصبة لاختراق عقول غير محصنة عقول تاهت في فضاء الخيال تبحث عن هوية أو بطولة زائفة ضد ابناء جلدتهم فتجدها في مشاريع تخريبية تقاد من خارج الحدود لاجندات خراب ينعق بها غراب لا يريد الخير للأمة قاطبة .
وهناك مدرسة فكرية عابرة للحدود مستوردة الأفكار تستهدف أمننا بحج واهية لأجل القضاء على مكتسبات الدول من الأمن المجتمعي ببث روح الفوضى والعنصرية وتأليب المجتمع الواحد المتماسك على بعضه وعلى الدولة لخلق فوضى خلاقة تاكل الأخضر واليابس لا لشيء بل لأجل مشاريع تفكيك الدول المستقرة من الداخل وخصوصا الدول المحصنة بحصن أبنائها الأوفياء .
ليس الأمر عفويًا. فهناك من يعمل على هدم جدار الأمن القومي الأردني بحسابات دقيقة. هناك "مدرسة فكرية” تتغذى من روافد مشبوهة، وتعمل على إقناع بعض الشباب بأن الخراب هو الطريق إلى الخلاص، وأن استهداف مؤسسات الدولة هو نوع من #التحرر. هذه المدرسة لا تستهدف النظام فحسب، بل تستهدف الشعب ذاته، وتحاول زرع الفوضى في قلب واحة الاستقرار لهدم جدران الحماية للمجتمع الواحد وبث الفرقة بين أبناء جلدتهم .
ان الأمن الأردني خط أحمر وجسم واحد مع الشعب فتلاحم الأجهزة الأمنية مع الشعب هو الذي شكل سد منيع من اختراق أمننا القومي وكان ولا يزال الأردن العظيم عصيا على كل المؤامرات يبقى الأردن صامدًا لا يلين ولن ينحني الا للواحد القهار
من يظن أن بإمكانه أن يكرر سيناريوهات دمار شهدناها في دول أخرى، فهو إما جاهل أو أعمى البصيرة. فالأردن ليس ساحة رخوة، وشعبه ليس مغيبًا. الجهاز الأمني الأردني لم يكن يومًا سلطة فوق الشعب او جهاز دموي او يغيبهم في كهوف التعذيب ، بل كان دائمًا جزءً منه، يخدمه ويحميه، ويقف معه في كل شدة. ويعيد العاق إلى طريق الصواب .
ان الأسرة الاب الام الجد الخال هم خط الدفاع الأول في وجه الانحراف الفكري. ان غياب الحوار داخل البيت، وانشغال الأهل عن تربية أبنائهم تربية فكرية سليمة غير متطرفة أو منحازة أو عنصرية أو فيها شيء من التأليب على الوطن سوف يتركهم فريسة لمواقع التواصل الاجتماعي منحرف الفكر او التواصل المباشر أصحاب الأجندات الخارجية الكاذبة التى تستعمل وتستغل عاطفة الشباب المتحمس لتمرير الخراب والدمار لنا جميعا دون رقابة أو توجيه، كلها عوامل تمهد الطريق للتطرف. المطلوب اليوم هو عودة الأسرة إلى دورها الطبيعي: تربية، متابعة، احتواء، وتوعية. الطفل الذي يُربى على الولاء لوطنه، وعلى أن الدولة ليست (خصمًا)بل (مأوى)، لن تحركه دعايات ولا مشاريع تخريبية ولن يُغسل دماغ لانه محصن فكريا ضد فيروسات التطرف الذي يهدم الدولة والمجتمع، الأسرة هي خط الدفاع الأول لحماية الأوطان .
الوطن بحاجة إلى مشروع وطني شامل لتحصين الشباب الأردني من كل فكر دخيل. مشروع يجمع بين التعليم النوعي، والإعلام الهادف، والخطاب الديني المتزن، وفرص العمل التي تخلق الانتماء. كما نحتاج إلى إدماج الشباب في العمل العام والمؤسسات الرسمية، لأن من يشعر أنه جزء من القرار، لن يفكر يومًا في الخروج عليه والابتعاد عن التهميش ومحاربة العنصرية والتطرف الفكري الهدام ،والرد على هذا الفكر لا يكون فقط عبر الإجراءات الأمنية، بل عبر تحصين الجبهة الداخلية من خلال بيت واعٍ مدرسة تعزز قيم الانتماء، إعلام وطني صريح لا غربية ولا شرقية يضيء الطريق وخطاب ديني عقلاني يواجه الانحراف الفكري بالحجة لا بالشعارات والابتعاد عن الأقلام التى تهدم ولا تبني الصادق الصدوق من صدقك في عيوبك حتى تصح المسيرة والسريرة .
علينا أن نكون جميعًا جنودًا في معركة الوعي لأجل الأردن العظيم لأن الوطن يستحق منا أن نحميه لا أن نخونه، وأن نبنيه لا أن نهدّم ما بنينا، وأن نفتخر به لا أن نكون معاول لهدمه.لان من يحاول أن يهدم الوطن سنهدم كل شيء هو له لأن الوطن للجميع وهو الأرض والعرض والروح نفديه بالمهج والأرواح .
عاش الأردن كصخرة الصوان تتحطم عليها كل المتآمرين والخونة وخفافيش الليل وعابري الحدود .