ميسر السردية تكتب: "أنور شاؤول: شاعر في حقيبة
نبأ الأردن -
عندما اعتُقل عام 1969 الأديب والاقتصادي مير بصري، الذي كان يرأس "اللجنة الإدارية لليهود العراقيين"، توجّه الشاعر العراقي اليهودي أنور شاؤول إلى طلب وساطة اللغوي مصطفى جواد، الذي اعتذر تخوفًا. لكن شاؤول لم يقف مكتوف الأيدي، بل بعث إلى وزير الداخلية صالح عماش رباعية شعرية أعجبته كثيرًا، وأشار بنشرها في جريدة الجمهورية، وكانت سببًا في الإفراج عن مير بصري.
يقول شاؤول في رباعيته:
إن كنتُ من موسى قبستُ عقيدتي... فأنا المقيمُ بظلّ دينِ محمّدِ
سماحةُ الإسلامِ كانت موئلي... وبلاغةُ القرآنِ كانت موردي
ما نال من حبّي لأمّةِ أحمدٍ... كوني على دينِ الكليم تعبُّدي
سأظلّ ذاك السموألَ في الوفا... أسعدتُ في بغداد أم لم أسعدِ
... وفي أواخر عام 1969، دُعي شاؤول إلى مؤتمر الأدباء العرب الذي أُقيم في بغداد، حيث ألقى قصيدة في قاعة الخلد، بحضور الجواهري ونزار قباني، قال فيها:
قلبي بحبّ بني العروبة يخفقُ... وفمي بضادِهِمْ يُشيدُ وينطقُ
أولستُ منهم مَنبِتًا وأرومةً... قد ضمّنا الماضي البعيدُ الأثْقُ
إذ خطّ في سِفرِ الوفاءِ سموألٌ... أمثولةً عربيةً، والأبلقُ
وكان الشاعر أنور شاؤول، الذي يُعدّ أحد رموز الرومانسية الشعرية، قد وُلد في الحلّة، وأرضعته جارتهم الحلية وضحى، الملقّبة بـ "أم عبد الهادي". درس الحقوق، وعمل محررًا في الصحافة، وأصدر مجموعات قصصية ومجموعات شعرية، وربطته علاقات ثقافية بالشاعرين الزهراوي والصافي، وشارك بقصائده في تكريم العلامة الثعالبي. كما كتب قصيدة "وردة من ليلى المريضة في العراق" في حفل تكريم الأديب زكي مبارك، ورثى الزعيم سعد زغلول، ورئيس الوزراء العراقي المنتحر عبد المحسن السعدون، والزعيم السوري إبراهيم هنانو، حيث كان مناصرًا للقضايا التحررية العربية.
ثم أُجبر، نتيجة الاضطرابات، على مغادرة العراق عام 1971 إلى بريطانيا، ثم حطّت رحاله في "الكيان". وكانت مذكّراته "قصة حياتي في وادي الرافدين"، مع مجموعته الشعرية "فجر جديد"، آخر إصداراته قبل وفاته عام 1983.
*"طبعًا، وبرغم فرادة أنور شاؤول، إلا أن بعض مثقفي يهود العراق انخرطوا في الدعاية الصhيونية، كما أوردت الدكتورة خيرية قاسمية نقلاً عن مصادر في كتابها يهود الدول العربية."
"قاتل الله اليوم الذي زرع فيه ذلك الكيان"

























