باسم سكجها يكتب: عن مقالة المخابرات أمس، وكلمة الملك: عيب!
نبأ الأردن -
استغرب كثير من القراء من مقالتي ليلة أمس، فالاشادة بجهاز المخابرات العامة جاء بدون مناسبة، والتذكير بدورها في الحفاظ على الأمن والأمان كان غريباً، مع أنّ الجميع يعرفون أنّ الأردن أكثر من مستهدف!
كان من الطبيعي أن نقرأ كلام الملك بعناية، حين انفجر غاضباً، ووجّه رسالة غير مسبوقة لمن يأخذون التعليمات بل والأوامر من الخارج، ولخّص غضبه بكلمة:"عيب"!
لم تكن رسالة الملك مجّانية، فقد كانت موجّهة لمن يعنيهم الأمر، لعلّها تصلهم، ولكنّ الإصرار على التجاهل ظلّ عنوان عمل هؤلاء، وصولاً إلى تخوين الآخرين، والهروب إلى الأمام في سيل هتافات نزقة.
لا أدّعي أنّني كُنتُ أعرف ماذا سيحصل في هذا اليوم من تفاصيل، وهذا ما ظنّه البعض مع إعلان المخابرات عن كشفها لما عرفه الجميع، ولكنّني وبصراحة فقد كُنت أقرأ ما قاله الملك، منذ إعلانه، وحسبت أنّ هناك شيئاً ضخماً ما بين السطور!
المصادفة لعبت دورها هنا، في التوقيت، فقد ظهرت مقالتي قبل ست عشرة ساعة من بيان المخابرات، ولعلّ هذا ما يتمناه أيّ كاتب يومي، من استباق للخبر، ونحن لسنا نتحدّث عن خبر عاديّ، بل من الواضح أنّه سيكون له ما بعده، كما كان له ما قبله.
ننتظر ما سيحدث، من أمور، ولا نظنّه سيكون قريباً جداً، ونتمنى أن يكون حديث الرشد والرشاد من الجهة المعنية،التي صارت متّهمة، فكما أنهينا مقالتنا أمس، ننهيه اليوم:
"حديث الراشدين هو حديث الرشد، ودون مزايدات أو مناقصات، فقناعتنا أنّ أجهزتنا الأمنية بكلّ تفرّعاتها تعرف مصلحة الوطن أكثر من غيرها، وأثبتت على مدار العُمر ذلك، أنّ وطنيّتها وانتماءها غير قابل للشكوك أو الظنون، ونعيد ونقول ما قلنا قبل سنوات: "هذه بلدنا، ولا نخون عهودها، واللهمّ أعنْ جهاز المخابرات الأردنية على عمله الصامت، الذي يصل الليل بالنهار، من المدير وحتّى الخفير، ونحن خلفهم بالباع والذراع"، وللحديث بقية!

























