د. عبدالاله النجداوي يكتب: "علمُنا... قُبلة القلب وراية المجد... في حبّه كلنا أردنيون من كل أصلٍ ومنبت"

علمُنا.. هو القلب حين يخفق باسم المملكة الأردنية الهاشمية، هو العين حين تدمع فخرًا، هو الحكاية التي تبدأ من مكة، وتمر بالكرك، وتصل إلى كل بيت أردني علّق الراية في صميم قلبه قبل أن يعلّقها على جدار بيته، في اليومالوطني للعلم الأردني نحتفل بتاريخٍ من المجد، ومسيرة وطنية نُسجت بالخُطى الطاهرة، وبأرواح الشهداء، وبسواعد الأحرار من كل أصل ومنبت.
هذا العلم.. الذي يستمد ألوانه من راية الثورة العربية الكبرى، هو امتداد لماضٍ حمل فيه الأحرار السيوف دفاعًا عن الكرامة، هو صوت الشريف الحسين بن علي وهو يُطلق شرارة الثورة، وهو يد الملك عبد الله الأول وهي تُؤسس الدولة، وهو قلب الحسين الذي كان ينبض "إنسانية وإنجازًا"، وهو عَهد الملك عبد الله الثاني وهو يقول: "كرامة الأردني أولًا".
اليوم، نرفعه عاليًا، لا تفرّق بيننا الأصول ولا المنابت ولا الأسماء ؛ شركسي يغزل على لونه حكايات الوفاء ويحتضنه كما يحتضن ذاكرته، وبدويٌّ يسنده على رياح الصحراء، وقرشيٌّ يُقبّل حواف الراية، وسلطيٌ، وكركيٌّ، وأربديٌّ، ومعانيٌّ...، وكل أبناء الجنوب والشمال والوسط، في المدينة والبادية، في المخيم والقرية، وكل أردنيٌّ من كل فجّ.. كلهم يهتفون معًا: "هذا علمنا، وهذه هويتنا، وتحت ظلّ الهاشميين نمضي، نحن أبناء عبد الله، نُقسم أن تبقى عاليًا، ما دام فينا نفس، وما دام في هذا الوطن شمس تشرق. "
علمُنا.. فيك نرى صورة القائد جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين، وفيك نقرأ وصايا الحسين، ونمضي بها نحو المستقبل... فيا علم الأردن، سر بنا كما كنت دومًا... رايةً للعز، ولواءً للكرامة، ونبضًا في قلب كل أردني.
علمُنا.. هو في دقات القلوب الصغيرة وهي تنشد النشيد كل يوم في المدرسة، وفي قلب جندي يضع يده على العلم ويقسم أن يبقى للوطن ما دام فيه نفس، وفي لهفة الجدات والامهات وهنّ يروين كيف ظلّ العلم مرفوعًا رغم كل العواصف، وفي عيون الشيخ وهو يرفعه في باحة الدار كل صباح، هو الروحالتي تسكن كل بيت، هو الراية التي لا تهوي، لأن خلفها شعبًا لا ينكسر. كل رفّة له دعاء، وكل خفقة فيه عهد، وكل من نظر إليه شعر أنه أقرب إليه من نبضه.
نرفع علمنا اليوم وكل يوم كما نرفع الدعاء، وكما نرفع رؤوسنا شموخًا، فهو الراية التي لا تنكسر، والهوية التي لا تهتز، والولاء الذي لا يُساوَم عليه، كل لون فيه حكاية أجيال، وكل نجمة فيه حلم، وكل رفرفة له هي نشيد نردّده: :أردني أنا.. والعلم في قلبي قبل أن يكون في السماء."
علمُنا.. نراه فنطمئن.. نحمله فننتمي.. نرفعه فنعلو… هو مرآتنا، وهويتنا، ووعدنا الذي لا يخون.. وسيبقى عاليًا، خفّاقًا، ما دام في صدر الوطن قلب ينبض، وفي أرضه حكاية تُروى، وفي سواعد النشامى يتجدّد العهد، وتُرفع الراية بعزيمة لا تلين، وولاء لا يبهت، وانتماء راسخ كجذور الأرض، نعاهدك يا وطن، ونعاهد رايتك الخفّاقة، أن نبقى الأوفياء ما حيينا… خلفك، معك، لأجلك، ونرددون بصوت واحد: "الله، الوطن، الملك".