سهم محمد العبادي يكتب: لم أقتنع

{title}
نبأ الأردن -
حتى هذه اللحظة، لم يخرج علينا رجلٌ واحدٌ يملك الجرأة أو الحجة أو الحد الأدنى من الاحترام لعقل الأردني كي يُقنعنا بمشروع قانون الأبنية والأراضي. كل من ظهر، جلس يتفنن في تفكيك المصطلحات وتحويلها إلى طلاسم، كأننا جمهور غافل أو شعب أميّ لا يقرأ ولا يفهم… ونسي، أو تناسى، أن الأردني هو من أعلى شعوب العالم تعليماً وثقافةً ووعياً.

صاروا يعتقدون أنهم إذا استخدموا كلمة "تنظيم" أو "تحسين" أو "تحفيز"، فسنصفق لهم وننسى أن جيوبنا فارغة، وبيوتنا محاصرة، ومستقبلنا مرهون.

وأقولها بصريح العبارة: عندما بدأوا قبل شهور بدفع الناس لوضع سارية وعلم أمام كل منزل، كنا نظنها دعوة وطنية، وفخر بالراية، لكنها اليوم تبدو مقدمة لمسلسل طويل… مسلسل تحويل بيوت الأردنيين إلى مؤسسات تحت سيطرة الحكومة.

صار البيت الأردني، بعد هذا القانون، يبدو كأنه مشروع مؤقت… غرفة بانتظار المصادرة، وحديقة ستُحسب عليها ضريبة، وسطح يجب أن يُبنى عليه خزان مياه مرخص وإلا تُغلق القضية بالمحكمة.

أنا شخصياً؟ لم أقتنع، ولن أقتنع.

ومن يراهن على أن الشعب اقتنع، فليعد النظر… لأن الأردني لم يعد يبتلع الحبة حتى لو طحنتوها له وسقيتوه إياها بالعسل.

بلدي ليس شركة عقارية… ومواطنيه ليسوا زبائن في مزاد علني، والوطنية لا تقاس ولا تباع بالمتر المربع، نحن أهلٌ هذا البلد وأصحابه وألف خط تحت هذه العبارة.


تابعوا نبأ الأردن على
تصميم و تطوير