د تيسير ابوعاصي يكتب: ( ماذا تبقى لنا ؟! )
نبأ الأردن -
في زمن الشك والتحسب والترقب والتراجع أراني انهزم من واقعنا البشري الى مشاهد البر والبحر والمخلوقات التي تبحث عن كفاف يومها ، ولهو طيور تحلق تنثر الفرح على جيف الحقد والترصد والكمائن ، الى جماليات الزهور والعطور ، أكمام الورود وشذى العود ، والعود واوتاره في بساتين الربيع وأزهاره .
لندع الايام تمضي دون اجتهادات الفيسبوك ، فخبايا العمر لا ترتسم مخارجها الصحيحة في هذا الفضاء المتعدد الاذواق والرؤى المراهقة وربما ذات الأجندة المتربصة أحيانا ، فإن العبور واجتياز المراحل الحساسة والدقيقة لا يمكن ان يصح من معابر المزاودات والإدعاء والعلن ، انما هي تحتاج الى خطوات وئيدة مدروسة ضمن ثوابت الأمة حتى تستطيع المضي الى شواطئ السلامة بأقل الاضرار .
فماذا تبقى لنا في زمن
يسود فيه شعراء الفيسبوك وشهادات الدكتوراه المتناثرة التي تتفجر من ينابيع المستنقعات ،
ماذا تبقى لنا في زمن
تسود فيه الابراج والمنجمون .
ماذا تبقى لنا في زمن
غيبت فيه مصر وانهكت العراق وتمزقت سوريا
ماذا تبقى لنا في زمن
تحرق فيه غزه وتتشظى فيه الارادة الفلسطينية
ماذا تبقى لنا في زمن
تاهت فيه بوصلتنا عن تحالفات نستنهض بها ما تيسر من روافع مقدراتنا .
ماذا تبقى لنا في زمن
لم تبق لنا من لغتنا الا النزر اليسير فقد تقطعت سبلها واصبحت عرجاء لأننا قد أدمننا الصمت متسمرين امام هواتف خلوية فقدنا عاطفتنا واحبابنا امام شاشاتها التي اقتحمت بيوتاتنا ومضافاتنا وأسرنا وحصص دروسنا .
ماذا تبقى لنا في زمن
انزلقنا فيه على غير هدى الى ظلمات الضعف والولوج في جحور التمزق والتنابز والفتنة الدينية والمذهبية والاثنية والاقليمية .
ماذا تبقى لنا في زمن
هجره الأحبة الطيبون واصبح من هم تحت الأرض اكثر ممن هم فوقها .
ماذا تبقى لنا في زمن
رحلت فيه منظومة من القيم والأخلاق والاحترام وتوقير من يستحق إلا لدى من رحم ربي .
ماذا تبقى لنا ، وماذا بقي لنا ...
لم يتبق لنا سوى القول
( اللهم انا لا نسألك رد القضاء ، ولكن نسألك اللطف فيه ) .
و
( حسبنا الله ونعم الوكيل ) .

























