ميسر السردية تكتب: أبو الذهب نَاخَ واستراح

{title}
نبأ الأردن -


شرعتُ في قراءة كتاب غنيّ للدكتورة خيرية قاسمية، "يهود البلاد العربية"؛ عملٌ يستدعي قدرًا عاليًا من التركيز والانتباه. لكن، ولسوء الحظ، ظللتُ أقرأ فقرة واحدة لنصف ساعة تقريبًا، والسبب أن سيارة موزّع الغاز "تنّحت" تحت البلكونة، ناشرةً موسيقاها "الشجية" في أرجاء الحارة... "هون وقّف باب الدار... تتطلع بنت المختار".

لحظة تأمل، فكرتُ: ماذا لو نزلتُ لأعاونه في تبديل أسطوانات الغاز لكل الجيران، على أمل أن أُقنعه باستبدال موسيقاه المعتادة بأغنية لسعاد حسني؟ "الدنيا ربيع، والجو بديع، قفلي على كل المواضيع..."، علّها تفتح شهيتي للتفاؤل والبهجة  !

عمومًا، كل الشكر لموزّعي الغاز، وعلى رأسهم صديقي الموزّع "محمود أبو الذهب"، فهم الوحيدون الذين لا يزالون يجبرونني على سماع الموسيقى في هذا الزمن الناشف.

ملاحظة: محمود لا علاقة له بالذهب. أما لقبه، الذي لا يعرفه إلا القلة، فسببه أنه حاول قبل ثلاثة أعوام، مع مجموعة من الشباب، التنقيب عن الذهب بناءً على خارطة قال إنها تركية. لم يعثر حتى على قطعة فخار، بل ولسوء حظه، وكما أخبرني، داهمتهم دورية شرطة، فهرب والعج قاطبًا فوق رأسه، واختبأ في أحد الأودية حتى انبلج الصبح. ومن يومها، ما عاد أبو العوّاد عادها. فتحوّل بعدها إلى موزّع غاز في الشتاء، وبائع بطيخ في الصيف. وفي الأشهر القادمة، وكما اعتدنا منه، سيبدّل مهنته مجددًا، ويشرع في بيع البطيخ... وعندها سيُعرف بلقب "أبو البطيخ".
حكاية تعثر محمود طويلة جدًا جدًا.. وكما كان يقول:" طه حسين  جميلة جداً جدًا" !!!!
تابعوا نبأ الأردن على
تصميم و تطوير