عاكف الجلاد يكتب : كلمة بمستوى الوطن

جاء حديث دولة رئيس الوزراء جعفر حسان في مجلس النواب اليوم معبّراً عن ضمير الدولة الأردنية، ومُلامساً لوجدان الأردنيين، في لحظة وطنية تتطلب وضوحاً في الموقف، وثباتاً في الرؤية، وحكمة في التعاطي مع التحديات.

أكد الرئيس أن مصلحة الأردن تعلو على كل اعتبار، وأن القرار الأردني سيّد نفسه، لا يخضع لإملاءات، ولا يقبل المساومة. 

وهي رسالة لا لبس فيها ، الأردن بقي وسيبقى عصيّاً على محاولات التوظيف والتشكيك، صلباً في مواقفه، حراً في قراراته.

ولم يتردد دولته في توجيه خطاب حازم إلى من يحاولون استغلال مشاعر الشارع الأردني، أو التحريض على الدولة ومؤسساتها، أو المتاجرة بآلام الشعوب ومعاناتها لأهداف فئوية أو شخصية. 

فقد كانت الرسالة واضحة ، لا مكان بيننا لمن يتجاوز على الوطن وثوابته، أو يحاول ضرب وحدتنا الداخلية تحت أي ذريعة.

في المقابل، جاء التأكيد على صون حق الأردنيين في التعبير عن الرأي والتضامن مع القضايا العادلة، وهو ما يميز الأردن كدولة تحترم حرية مواطنيها، لكنها أيضاً مؤتمنة على أمنهم، ومسؤولة عن تطبيق القانون، ومنع الفوضى، وصون هيبة الدولة ومؤسساتها.

كما حمل حديث الرئيس إشادة مستحقة بجيشنا العربي وأجهزتنا الأمنية، الذين يشكلون خط الدفاع الأول عن الوطن، ويبذلون الغالي والنفيس لحماية حدوده وأمنه واستقراره ، وهي تضحيات يجب أن تُقدّر، لا أن تُستهدف أو يُساء إليها.

ولم تغب القضايا الاقتصادية والتحديات الإقليمية عن الخطاب، حيث أكد دولة الرئيس أن شغل الدولة الشاغل اليوم هو تعزيز منعة الاقتصاد الوطني، وأداء الواجب تجاه الأشقاء ضمن الإمكانيات المتاحة، بما يحفظ مصالح الأردن ويؤمّن مستقبله.

لقد كانت كلمة الرئيس شاملة، متزنة، وقائمة على ثوابت الدولة الأردنية الراسخة ، الكرامة، السيادة، الأمن، الحرية، والوحدة الوطنية. 

حديث جامع يوازن بين الثبات على المبادئ والوعي بحجم التحديات، وبين الانتماء العميق لهذا الوطن والحرص على مستقبله .