فارس حباشنة يكتب : إلى "فتاة الرابية "..

نبأ الأردن -
دعكم أولا .. من الذين يدعون الى فصلها من الجامعة ، و القبض واعتقال" فتاة الرابية ".
و دعكم ثانيا .. من الذين يرددون خطاب الردح والانفصام العام الأردني.
و دعكم ثالثا .. من الذين ينصبون أنفسهم حراس و أوصياء على الهوية والدولة الاردنية و لا يقفون عند خاطر سائل و لا يقفون عند قول قائل.
ما يهمني اليوم النظر الى رؤوس النخبة السياسية الاردنية ، وما في عقولهم من أفكار لاحقة وسابقة.
و النظر لمن يحملون فأسا فوق الرؤوس ، ولا يحمل أي حلم للأردن.
و في تكرار حوداث شتم الأردن و الدولة.
و في المحصلة، نحن رهائن للشاتمين.
قد حصل الكثير ، وبما فاق التقدير و التوقع، والسقف.
و ذلك ، في مسيرات واعتصامات للاخوان المسلمين، شتمت الدولة وشتم الجيش، وشتمت الأجهزة الأمنية.
وما أضحكني خبر متداول، ويقول : إن الاخوان المسلمين تبروأ من فتاة الرابية، ورفضوا أي اساءة الى الدولة والجيش.
أعوذو بالله من كفر المؤمنيين.
وأعوذ بالله من الكفر بالاوطان.
و لا شيء أطلبه سوى سؤال، و ليس ضرورياً أن يصلني جواب، هل الدولة الأردنية سمعت عن فتوى "منظمة علماء المسلمين" في الدوحة؟
و الفتوى التي التقطها "ليبرالو عمان" قبل مشايخ الاخوان المسلمين ، وترجموها الى تحريض وتجييش في الشارع الاردني و تسخين الجبهة الاردنية.
وما أدراكم ما فتاوي إسلام الناتو .. و كيف لعبت دوراً فاعلاً في انتاج الفتنة الطائفية و التحريض على الدولة الوطنية و الجيوش، و انتاج التكفيريين ، و القتلة، و البرابرة الجدد، وأيا كانت تسميتهم الرسمية ؟
و لست هنا بصدد مناقشة أفكار أو آراء.
و لكن، في حادثة فتاة الرابية ، وقسم من الأردنيين متعاطف معها ..
و لا شيء أطلبه اليوم سوى السؤال عن الدافع والسبب ، والعلة و المعلول ، والمقدمة والنتيجة.
تعلمنا من تجارب و مواقف كثيرة في الاردن أن لا أحد يقبل طرح أسئلة، و لا أحد يتحمل الاسئلة، و العقول ضعيفة وضيقة ، و مأزومة.
ولم يعد الأمر مجرد انفعال ومزحة و ردود فعل، وقد قضي الأمر !
لغة الشتم يحتار المرء كيف يصنفها و يفهمها، وكيف يجادل أو يرد على الشاتمين .
شتم الدولة من العوارض الجانبية لما يسمى الربيع العربي المسروق، والذي فتح شلالات من الدم العربي وعلى أشكال ردة وفوضى وحروب أهلية، وانهيار للدولة الوطنية.