د. سعيد محمد ابو رحمه يكتب: الأردن: قلعة الثوابت وسدّ الأمة في وجه المؤامرات

نبأ الأردن -
في وقت تكشّفت فيه الأقنعة وارتفعت فيه أصوات النشاز التي لا تمثل إلا نفسها، خرجت حناجر مشبوهة تعلن عداءها للوطن، وتكشف عن أجندات خارجية مريبة، لا تنتمي لتراب هذا البلد ولا لدماء أبنائه.
لكنّ الأردن، كما كان دائمًا، لا يساوم على ثوابته، ولا يهادن في قضاياه الوطنية والقومية. أعلنها مدوية في وجه الضغوط، وفي عقر دار من أرادوا العبث بثوابته: لا للتوطين، لا للوطن البديل، لا للتهجير.
هذه ليست شعارات، بل هي عقيدة راسخة في وجدان الدولة الأردنية، وفي ضمير قيادتها الهاشمية، التي لم تنحنِ لريح، ولم تُساوم على الحق، وظلت تقود السفينة في بحر متلاطم بحكمة وصلابة.
ولأنّه الأردن الهاشمي، يحمل جينات الشرف والكرامة، فقد كان أول من تقدم الصفوف لفك الحصار عن غزة، وأول من وضع الأفعال قبل الأقوال، مدافعًا عن الحق الفلسطيني دون تردد أو حسابات ضيقة.
في وقت انشغل فيه البعض بالمزايدات، كان الأردن يقدّم أساطيل المساعدات لغزة، ويرسل القوافل تباعًا، ويُسخّر كل الإمكانات لنصرة شعب شقيق، ولحماية حق لا يسقط بالتقادم.
الأردن اليوم لا يدافع عن نفسه، بل يدافع عن هوية أمة، وعن حق شعب، وعن كرامة لا تُشترى ولا تُباع.
وسيبقى كما عهدناه، سدًّا منيعًا في وجه كل المؤامرات، وقلعة وطنية راسخة في وجه العواصف، رغم كل الأصوات المشككة، ورغم كل من حاول زرع الفتنة أو التشكيك بثوابته.
د. سعيد محمد ابو رحمه
محاضر جامعي في الاعلام
فلسطيني من قطاع غزة