علي السردي يكتب : نحن هنا شامخون رغم العواصف

{title}
نبأ الأردن -
ألسنا شجرة في صحراء يرتجي العابر منها الظل والثمر أم اننا نجمة في فضاء يطلب الضوء منها كل قمر، نحن نعيش عالما متشابهًا من حيث الشكل لكننا في المضمون مختلفون يا أيها البشر .

نعم تنوعت اطياف مجتمعنا وتغيرت جذورهم تبعا للظروف المحيطة المحبطة لنا قبل غيرنا.

رغم العواصف ، بقينا واحة أمان، شجرة ظليلة تأوي إليها القلوب. لم نفهم بعد كيف صمدنا، لكننا نعلم أننا أرض السلام، هدف لأعين لا تريد لنا الخير والوئام فيا لهم من لئام

في احدى اكثر المناطق الملتهبة من العالم ما زال هذا المكان ينعم بالخير والامن والسلام والاطمئنان وما زالت البيئة المحيطة منخرطة في دوائر النار لكنها ابدا لم تستطع بعد ان تدرك تلك المعادلة التي وصلت لها هذه البقعة والاستمرار كشجرة لها ظلال يأوي اليها كل فار.

نحن في أرض سلام لا يريد الآخرون لها ان تبقى كما هي آمنة مستقرة، فالقاصي والداني يريد رؤية تلك الشجرة قد جفت وتحولت الى حطب يوقد ويحترق ويتلاشى في الهواء.

يقولون عنا بلا تاريخ وجغرافيتنا اوجدها الاستعمار ويطلبون منا الدخول في معمعة تفخيخ لا يجرأون على الاقتراب منها ولو عبر جهاز تحكم اسمه الريموت او من خلال الازرار .

رغم أننا خليط مجتمعي متعدد الا أننا نبقى خليط متجانس قابل لاستيعاب المزيد لكننا مهما تغيرت المعادلة المزيجية نبقى منطقة سلام يتأقلم معها كل جديد.

الشر من حولنا من كل الجهات فتلك الصهيونية ذات الرؤية التوسعية تقابلها المجوسية الشركية ذات الأفكار التلمودية هدف كلاهما انتزاع ذلك القلب النابض الذي ما زال لا ينفك ينبض بطعم الحياة.

قالوا عنا قبلية متخلفة واتهموتا بالتبعية وانهم لهم ميزة الاستقلالية وحاولوا زجنا وجرنا الى حيث يتم نحرنا.

مهما امتدت طرقهم العديدة لكن نتائج مخططاتهم ومراميها بقيت بعيدة.

لابد أن القاريء الان يحوم حول ما اربد توضيحه لكني قبل كل ذلك اوجه سؤالي الى دول الجوار الغضنفرية، اتقولون لنا اذهب انت وربك وقاتلا وانتم هاهنالك قاعدون؟

حرب تلوحون بها منذ الاف السنين اعلاميا وعقائديا لستم لها فاعلون، عدوكم ليس عدونا بل نحن هو يا وجه العملة الاخر بل الأشد والأبغض.

لن اتهم أحدا بالعمالة الى المجوس ولن اتجنى عليهم انهم يقبضون الفلوس لكنني اطالبهم بتهدئة النفوس.

لا تجرونا الى حرب ليس لنا قدرة عليها ان لم تحشدوا القريب والبعيد وتجمعوا الرجال الصناديد وتتوقفوا عن التفاخر بالبطولة واتهامنا أننا نحن العبيد.

لو عدنا للتاريخ بلا تمعن ولا تعلم فلا داع للعودة اصلا ولو تمعنا بالنتائج وبعد التأمل لقلنا قولا فصلا بانكم تقدموننا قرابين ولا تشحذون سيفاً ولا حتى نصلاً.

بلاد فارس ليس فيها فارس ولا نوارس فعلموا ذلك لأبنائنا في المدارس.
تابعوا نبأ الأردن على
تصميم و تطوير