رشا عصفور العناسوة تكتب: خطابات تنفلت من عقالها: عندما يتجاوز الإخوان حدود الانتماء ومسؤولية الكلمة

{title}
نبأ الأردن -
في الوقت الذي يقف فيه الأردن رسميًا وشعبيًا إلى جانب أشقائه في غزة، متسلّحًا بمبادئه القومية والإنسانية، وملتزمًا بمواقفه الثابتة التي يقودها جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين، شهدت بعض الفعاليات التي نظمتها جماعة الإخوان المسلمين يوم أمس تصعيدًا لفظيًا وهتافات خرجت عن الإطار الوطني، وتجاوزت حدود المعقول والمقبول في الخطاب السياسي والشعبي الأردني.

إن ما طُرح في هذه الفعاليات لا يُمكن النظر إليه بمعزل عن سياقاته السياسية والتنظيمية، حيث بدت بعض الهتافات وكأنها تستهدف تأجيج الشارع وتوجيهه نحو أجندات خارجية، بعيدًا عن روح المسؤولية الوطنية التي لطالما التزم بها الشعب الأردني، بمختلف أطيافه، تجاه القضية الفلسطينية.

لقد أثبتت الدولة الأردنية، وعلى رأسها الهاشميون، عبر التاريخ، أنها من أكثر المدافعين عن الحقوق الفلسطينية، ليس فقط بالقول بل بالفعل، من خلال التحركات الدبلوماسية والمساعدات الطبية والإغاثية، والدور المركزي الذي يلعبه الأردن في حماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف. وعليه، فإن محاولات القفز على هذا التاريخ المشرف، والتشكيك أو المزايدة عليه، إنما تمسّ جوهر الهوية الأردنية الجامعة، وتُثير تساؤلات حول النوايا الحقيقية لمطلقي تلك الخطابات.

من الواجب أن تكون الغيرة على غزة والوقوف معها نابعة من قلب وطني مسؤول، لا من شعارات مشحونة تخدم الانقسام وتبتعد عن الثوابت الأردنية. فالخطاب المنفلت لا ينصر فلسطين، بل يُضعف الموقف الموحد، ويُهدد السلم الأهلي الذي يحافظ عليه الأردنيون بشق الأنفس.

إن حرية التعبير حق مصان، لكن حينما تُستخدم هذه الحرية كمنصة لتوجيه الاتهامات أو التحريض أو إطلاق شعارات تتعارض مع قيم الدولة وثوابتها، فإن من الواجب دق ناقوس الخطر، وتحذير من ينساق خلف تلك الهتافات من أنه يُسهم، عن قصد أو غير قصد، في زعزعة وحدة الصف، وتغذية خطاب لا يخدم غزة بقدر ما يُسيء للأردن
تابعوا نبأ الأردن على
تصميم و تطوير