سمير عبد الصمد يكتب : مديرية ثقافة محافظة الزرقاء، تنثر الفكر وتنشر الفرح.

نبأ الأردن -
يستطيع المتابعُ لأنشطة مديرية ثقافة محافظة الزرقاء، أن يلمسَ مقدارَ الجهد الذي يُبذلُ من أجل نشر الوعي الثقافي والمعرفي والفني في المجتمع المحلي، حركةٌ دؤوبةٌ مستمرةٌ في أروقة هذه المديرية النشيطة التي تستقطبُ الفعاليات الثقافية المختلفة،وتنشر الفكر الإيجابي، وتعزز روابط المعرفة، واضعة نصب عينيها بالدرجة الأولى، التعريف بالمحتوى الثقافي الأردني الراقي. هي خليةٌ متكاملةٌ دائمةُ الحركة، واعية لأهمية الرسالة التي تحملها، وتحظى بتوجيهات معالي وزير الثقافة الأستاذ مصطفى الرواشدة، وأركان الوزارة، الذين لا يتوانون عن تقديم الدعم لهذه المديرية، بقيادة رُبَّانها ومديرها النشيط الأستاذ محمد الزعبي، وكافة العاملين، هادفين إلى تعزيز الهوية الثقافية الأردنية في أبهى تجلياتها، وتنشيط الحركة الفكرية بمفهومها الواسع، والبحث عن مصادر الإبداع والتميز في مجتمع الزرقاء، مُدركين مسؤولية الكلمة لسرد جماليات الحياة واكتشاف آفاقها الواسعة، يغوصون في أعماق جوهرها يقتنصون نفائسها الثقافية والفكرية.
وهنا يبرز مركزُ الملك عبد الله الثاني الثقافي، مثل كوكبٍ مُضيءٍ يجعلُنا نرى الحياةَ بشفافية الشعر ورقة الكلمة، وروعة الصورة، ودقة التعبير الفني والأدائي والمسرحي والدبكات التراثية، والأغاني والموسيقى، ويتجلَّى دورُ المبدعين الذين ينسجون من الفن والإبداع بمفهومه الواسع لغةً موازيةً للحياة، وينهلون من معين الثقافة النقي للاستمتاع بمباهجها، وتعميق وشائج التواصل فيما بينهم؛ فيُضيئون العتمةَ بمصابيح إبداعاتهم وأفكارهم، ودفء لغتهم وعمقها الإنساني، ويعكسون الصورةَ الناصعة للوطن بكل تنوعاته وتفاصيله وأذواقه، والتي تبدو جليةً في محافظة الزرقاء، من خلال المهرجانات والندوات والأمسيات المتعددة، التي تواكبُ المناسبات الوطنية والدينية والاجتماعية، وتخاطبُ عقلَ ووجدانَ الجمهور المتلقِّي بكل أطيافه وثقافاته وتوجُّهاته، وتحرصُ على تعزيز أساليب الحوار الفكري البنَّاء، هادفين إلى تعزيز الانتماء للوطن وقيادته الرشيدة وتاريخه المتجذِّر فينا عِشقًا وأصالةً، وإلى تعميق التواصل الاجتماعي والوجداني في جو من الحرية الواعية، وتعميق أواصر الصداقة وتبادل الخبرات بين المبدعين والمثقفين، مُلبِّين احتياجاتِ الحضور وأذواقهم بكافة أعمارهم ومستوياتهم الثقافية والعلمية.
وفي هذه العُجالة أشيرُ إلى الدور الذي تؤديه الدكتورة الإعلامية مُنى السعود، من خلال برنامجها الثقافي الأسبوعي (ومضات ثقافية) الذي يُبَثُّ من إذاعة صوت الزرقاء، والذي أصبح منارةَ معرفة وإبداع، وواحةً يتواصل فيها المبدعون والفنانون مع جمهورهم لإظهار إنجازاتهم ورسالتهم الحضارية.
في مديرية ثقافة محافظة الزرقاء يلتقي الجميع، وغايتهم الارتقاء بالذوق العام، وتعزيز الهوية الوطنية الأردنية، وتفعيل دور النشاط الثقافي والفكر الإنساني التنويري.
هنا يُولد الجمالُ، وتنمو أشجار الوعي، وتتساقط ثمار الإبداع ناضجة، ويجني المحبون ومرتادو المركز أفكارًا يانعة من حدائق وارفة الظلال، وافرة الغلال تنشرُ الأمل وتنثرُ الإيجابية، وترى الحياةَ المشرقة بمنظار المحبة والتفاؤل بمستقبل وطنٍ تزهر فيه ورودُ الثقافة من قلوب العاشقين، ووجدان المفكرين، وعيون المبدعين.