د. حسن البراري يكتب :الرهان على تركيا لمنع تقسيم سوريا

{title}
نبأ الأردن -


حسنا صنع الرئيس السوري أحمد الشرع في تفويت الفرصة على من يسعى لتقسيم سوريا، فالاتفاق مع الأكراد كان ضروريا وسيشكل حجر الزاوية في قطع الطريق على محاولات خلق واقع يمهد للتقسيم.

ولفهم هذه الخطوة اللافتة لا بد من التوقف عند دور تركيا التي تحظى بنفوذ واسع في سوريا هذه الأيام. من دون شك، يعد دور أنقره في هذا الحدث محوريا، فتركيا لطالما كانت قلقة بشأن تحركات الأكراد في سوريا، خاصة مع صلاتهم بحزب العمال الكردستاني، الذي تعتبره تركيا منظمة إرهابية. وعلينا في هذا السياق الاشارة إلى دعوة عبدالله أوجلان من سجنه في تركيا التي تطالب الأكراد بوقف حمل السلاح والانخراط في العملية السياسية، وشكل ذلك  خطوة استراتيجية تهدف إلى تقليص التهديدات الأمنية التي قد تنشأ في المنطقة.

من جهة أخرى، تركيا تسعى إلى ضمان عدم تحول سوريا إلى قاعدة خلفية للنشاطات الكردية المسلحة، وهو ما دفعها إلى دعم الحلول السياسية التي تعزز من استقرار المنطقة. فاتفاق قسد مع النظام السوري يمكن أن يسهم في الحد من نفوذ الجماعات الكردية المسلحة على الحدود التركية، وبالتالي يقلل من المخاوف الأمنية التركية.

تسعى أنقره أيضا إلى الحفاظ على توازن القوى في المنطقة بما يتماشى مع مصالحها الاستراتيجية، ولهذا يعتبر دورها في تحريك الأحداث بشكل غير مباشر من خلال الضغط على الأطراف المعنية أمرًا بالغ الأهمية.

هناك انتقادات واسعة - بعضها صحيح - على اخفاق الرئيس السوري أحمد الشرع في خلق انطباع بأن الحكم السوري الجديد هو لكل السوريين، وكنت شخصيا من بين الذين حذروا من أدلبة سوريا، وعليه فإن أحداث التمرد في سوريا  من قبل فلول قوات الأسد ساهمت في تغيير بوصلة أحمد الشرع نحو ضرورة توحيد الجبهة الداخلية. ومع تراجع اهتمام الولايات المتحدة بالأكراد، وجد الشرع في التوصل إلى اتفاق مع قسد خطوة استراتيجية لضمان استقرار المنطقة وتعزيز الجبهة الداخلية لمواجهة التحديات العسكرية والسياسية الراهنة.
تابعوا نبأ الأردن على
تصميم و تطوير