اسامة ابو طالب يكتب: العقبة: نحو تنوع مستدام للمداخيل السياحية وتعزيز مكانتها العالمية

{title}
نبأ الأردن -


تمضي  مدينة العقبة الاردنية بخطى ثابتة نحو مستقبل سياحي واعد، مستفيدة من موقعها الاستراتيجي العملاق وإمكاناتها الطبيعية ومواردها البشرية الفريدة ورغم التحديات الاقتصادية والجيوسياسية، فقد أثبتت العقبة قدرتها على تحويل التحديات  إلى فرص، بفضل اهتمام ورعاية جلالة الملك عبدالله الثاني ومتابعة سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله لشؤونها الامر الذي مكن سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة من المضي في تنفيذ رؤية استراتيجية شاملة للمنطقة. 

وما يميز هذه الرؤية أنها تدرك السياحة ان ليست مجرد قطاع اقتصادي فحسب ، بل محرك رئيس للتنمية المستدامة .

ونؤكد هنا على ما تحقق من إنجازات ريادية هي بمثابة معززات لتطوير السياحة بمفهوم تقدمي ولعل إنشاء أرض المعارض  واحده من هذه المعززات والممكنات، التي استقطبت فعاليات كبرى مثل معرض "سوفيكس” العالمي اذ عمل هذا المشروع ليس على  تعزيز   مكانة العقبة كمركز إقليمي للمعارض والمؤتمرات فقط ، بل فتح المجال أمام استثمارات نوعية وجديدة ما كان لها ان تبرز الى حيز الوجود لولا هذه المعززات الريادية .

 واليوم تمتد هذه الرؤية إلى مشروع إقامة معرض متخصص في تنظيم حفلات الزفاف، الذي سيضع العقبة على خريطة الوجهات المفضلة لهذا النوع من السياحة، والجاذبً لمنظمي الفعاليات،والمستثمرين، والعرسان الباحثين عن تجربة فريدة في بيئة ترفيهية رائعة .

في موازاة ذلك، أصبحت العقبة وجهة جذابة لصناعة الأفلام، حيث تستقطب اضلاعها السياحية الخلابة مثل وادي رم والبتراء كبار المنتجين العالميين ويُعد اقتراح عرض الأفلام التي تم تصويرها في الأردن لأول مرة في العقبة بحضور نجوم السينما، خطوة مبتكرة تجمع بين الترويج السياحي وتعزيز الهوية الثقافية للمدينة، ما يفتح نافذة جديدة على العالم ويخلق فرصًا اقتصادية جديدة للقطاع السياحي.

ونحو تعزيز 
السياحة الترفيهية والتخطيط الاستراتيجي فأن التنوع السياحي في العقبة لا يقتصر على استقطاب الفعاليات الكبرى وصناعة الأفلام، بل يمتد إلى تطوير السياحة الترفيهية من خلال فعاليات مدروسة مثل "أمواج العقبة”، التي يتم تنظيمها في توقيت استراتيجي يتناسب مع العطل في الأسواق المستهدفة ولعل  هذا التخطيط الذكي يسهم في تعزيز تدفق السياح على مدار العام، هو أحد الضمانات لاستدامة النمو السياحي ووتعزيز النشاط الاقتصادي في المدينة وتحقيق رؤية مستقبلية لمشاريع نوعية تعزز مكانة العقبة دوليا .

ولكي تواصل العقبة مسيرتها نحو الريادة، لا بد من الاستثمار في مشاريع نوعية تسهم في رفع مستوى السياحة وتعزز من جاذبية المدينة، ومن بين هذه المشاريع المقترحة من وجهة نظري إنشاء قصر للمؤتمرات، ليكون منصة لاستضافة الفعاليات العالمية، ما يعزز من مكانة العقبة في قطاع المؤتمرات والمعارض الدولية.

وهنا تبرز الحاجة الى إقامة مدينة ترفيهية متكاملة تقدم تجارب سياحية متميزة للعائلات والزوار، ما يخلق وجهة جاذبة للسياح من مختلف أنحاء العالم.

وتطوير أكواريوم عالمي المستوى، يواكب المعايير الدولية، ليكون إضافة نوعية تعزز تجربة السياحة البحرية في العقبة.

ومن أجل إكتمال منظومة التنوع اليساحي تبدو المدينة بحاجة إلى  مشروع تلفريك يربط بين أبرز مناطق الجذب السياحي، ما يثري تجربة الزوار ويعزز من سهولة التنقل داخل المدينة .
واقترح ايضا بناء مضمار سباق سيارات، لاستقطاب عشاق رياضات السرعة وتعزيز السياحة الرياضية في المنطقة على ان يتزامن ذلك معإنشاء مدينة رياضية متكاملة بملاعب ذات مواصفات عالمية وفنادق فاخرة، ما يجعل العقبة وجهة مفضلة لاستضافة البطولات الرياضية الكبرى.

إن تنفيذ هذه المشاريع الطموحة سيحقق قفزة نوعية في القطاع السياحي، حيث ستسهم في تعزيز الدخل القومي، وخلق فرص عمل جديدة، وتحفيز الاستثمارات في مختلف القطاعات المرتبطة بالسياحة مثلما  أن مثل هذا  التنويع للمنتج السياحي سيعزز من قدرة العقبة على مواجهة التحديات الخارجية، ويمنحها ميزة تنافسية على المستوى الإقليمي والعالمي.

ورغم الإنجازات الكبيرة التي تحققت، فإن الطريق نحو الريادة يتطلب استمرار الابتكار والتطوير، وتبني الأفكار المبدعة والعلاقة  التي تلبي تطلعات السياح والمستثمرين وهنا يأتي دور أصحاب القرار في دعم هذه الرؤية الطموحة، وتسخير الإمكانيات المتاحة لتحويلها إلى واقع ملموس فالعقبة تمتلك كل المقومات لتكون واحدة من أهم الوجهات السياحية في المنطقة، والفرصة اليوم سانحة لاغتنام هذه الإمكانيات وتحقيق نقلة نوعية تعود بالنفع على الجميع.

وفي هذا السياق، لا بد من التأكيد على أهمية النقد البناء، فهو ليس عقبة بل فرصة للتطوير والتحسين المستمر اذ إن كل فكرة جديدة، وكل مشروع يُنفَّذ برؤية استراتيجية، هو خطوة إضافية نحو تعزيز مكانة العقبة كوجهة سياحية  متكاملة تنافس على المستوى العالمي.
تابعوا نبأ الأردن على
تصميم و تطوير