د.حسن براري يكتب : عن لقاء ترامب وزيلينسكي .. الجهل قد يرتدي "ربطة عنق"!
نبأ الأردن -
في استعراض مذهل للوقاحة والجهل، استطاع الرئيس ترامب الليلة أن يحطم ما تبقى من هيبة منصب رئيس الولايات المتحدة. ما حدث يبدو وكأنه مشهد سريالي لكنه على حساب سمعة الولايات المتحدة، فمن المؤسف أن يكون شخص بهذه السوية والجهل والوقاحة في قمة السلطة.
بالمقابل، أظهر زيلينسكي شجاعة تستحق الإشادة، حيث وجد نفسه مضطراً لمواجهة "ثنائي الجهل المطلق"؛ الرئيس ونائبته، اللذان كانا في حالة يُرثى لها من عدم الفهم، سواء في السياسة الدولية أو في أبسط قواعد السياسة العالمية. إذا كان ترامب يُجسد العصر الذهبي للوقاحة، فإن هذه الليلة قد تُسجل كدليل على أن الفوضى يمكن أن ترتدي ربطة عنق حمراء وتجلس في المكتب البيضاوي.
أعجبني زلينسكي وهو يدافع عن مصالح بلاده كما يفهمها، وأعجبني بأنه لم ينجرف إلى سوقية الحديث وبقي يساجل بل ويعلم الرئيس ونائبة كيف تكون الدبلوماسية وكيف إن رجلا يقود دولة في حالة حرب قد يخسرها لكنه بقي وفيا لما يعتقد بأنها مصالح بلاده.
ما ورد على لسان ترامب ونائبه ما هو إلا تجسيد لبؤس سياسي وأخلاقي يعكس ضحالة في القيادة وسطحية في التعامل مع الآخرين. فأسلوبه المستمر في مهاجمة من يخالفونه أو يختلفون عنه لا يعبر إلا عن ضعف داخلي يحاول إخفاءه تحت غطاء من الصراخ والتسلط، ولعل أكبر الخاسرين في هذه المعادلةهو مكانة الولايات المتحدة، التي أصبحت في عهده محط تساؤلات وانتقادات من العالم أجمع، بعد أن كانت رمزًا للقيم والاحترام المتبادل.
الرهان على صمود زيلينسكي أمام التنمر الأمريكي يعتمد على الدعم الأوروبي الذي يزداد مع الأيام، فهناك الكثير من المراقبين من يرى بأن ترامب يقدم خدمات للرئيس بوتين حتى على حساب الأوروبيين الذين بدأوا يكشرون عن أنيابهم في التعامل مع الاستعلائية الترامبية.

























