رحاب القضاة تكتب : حينما يصبح مجلس النواب أكاديمية عليا للفلسفة والتشريع!

{title}
نبأ الأردن -


يبدو أن كوكب الأرض بدأ يشهد تغيرات غريبة لم ترصدها وكالة ناسا بعد، وربما علينا أن نرسل لهم هذا الخبر العاجل: مجلس النواب الأردني يحقق نقلة نوعية في التعاطي مع العملية التشريعية! نعم، لا تندهشوا، فنحن أمام عصرٍ ذهبيٍّ جديد، حيث أصبح بعض النواب يقرأون فعلاً القوانين قبل مناقشتها، بل ويستعينون بخبراء ومختصين أيضًا!

هذه الظاهرة الغريبة تزامنت مع دخول الأحزاب إلى البرلمان، وكأن النواب اكتشفوا فجأة أن التشريع ليس مجرد رفع الأيادي والتصفيق، بل عملية تحتاج إلى… (تنفس بعمق) تفكير وتحليل واستماع للآراء المختلفة! 
من كان يصدق أن هذا ممكن؟ 
هل نحن في الأردن أم في برلمان السويد؟

نائبنا الموقر معتز أبو رمان، رئيس لجنة العمل، قرر أن يواصل إرث السادة العظماء الذين سبقوه، ففتح باب النقاش والحوار، وكأن البرلمان لم يكن يعرف الحوار من قبل! 
والأكثر دهشة أن اللجنة رفضت تعديلات تتيح إنهاء خدمات الموظفين بالجملة وكأنهم سلع منتهية الصلاحية في موسم التنزيلات الكبرى! 
هل أصبح لدى النواب حسٌّ حقوقيٌّ؟ 
هل نحن أمام جيل جديد يؤمن بحقوق العمال؟

لا نريد أن نفرط في التفاؤل، لكننا نأمل أن تستمر هذه "النقلة النوعية” وألا تكون مجرد نوبة صحو برلمانية مؤقتة، تنتهي مع أول استراحة شاي في المجلس. فكما نعلم، التاريخ البرلماني مليء بلحظات "النشاط المفاجئ” التي تعود بعدها الأمور إلى طبيعتها: إقرار القوانين على عجلة، وتمرير التعديلات كأنها أوراق يانصيب!

لذا، ننتظر بشغف لنرى كيف ستسير مناقشات تعديلات قانون العمل القادمة. هل يستمر البرلمان في طريق النور والتنوير؟ 
أم يعود سريعًا إلى عاداته القديمة؟ 
لنترقب معًا، وفي هذه الأثناء، لا مانع من تجهيز الفشار لمتابعة المشهد حتى النهاية!
تابعوا نبأ الأردن على
تصميم و تطوير