ميسر السردية تكتب : ذاكرة خبر

{title}
نبأ الأردن -
الحجة على أبواب التسعين من العمر، صحتها عال العال، أكلها وشكلها، إلا أنها تعرضت لحادث قبل عامين ونيف، فأصيبت بكسر حوضها، بحسب الأطباء أثر ذلك على ذاكرتها، إضافة إلى تقدم السن. ولكن يبدو أن "ألزهايمر "الذي تعانيه - دمه خفيف - تتذكر شيئًا وتنسى أشياء أخرى.. فيها بعض كوميديا ماضيها.

بداية "طوفان الأقصى" لاحظت "الحجة" عائلتها " سرّي مرّي" إلى غرفة المعيشة حيث التلفزيون الذي لا تشاهده، سألت عن سبب الحركة الدؤوبة: قالوا لها إن "أولاد الكلب" شنوا حربًا على القطاع.

لا أحد يفتح أمامها قصص الحرب المأسوية، بل لم تسأل هي أحدًا هل انتهت تلك المذبحة أم لا؟!

مع ذلك يتضح أن عقلها خزّن الخبر الذي لم يتجاوز جوابه كلمتين، مرت الأشهر تلو الأشهر، وبدأ الناس يعتادون المشهد حينها.. إلا هي، فقد "كربطت على الخبر" وكلما سألها زائر "شلونك يا حجة؟" هزت رأسها وردت: "احنا لو الله يفكّنا من هاليهود، بخير.. ولاد حرام "!.. جوابها هذا جعلني أسأل نفسي: ترى كيف لو لم يوجد الغرب هذا الاحتلال فعلًا؟! هل كان كل هذا القتل والتفكك والخراب والمذهبية والانهاك والضياع ممكنًا في بلادنا كلها ؟!

يقال "البرد سبب كل علة" ولا أستطيع الجزم طبيًا بصحة المثل، ولكن أجزم أن هؤلاء سبب كل العلل التي حدثت، وتحدث وما سيحدث."
تابعوا نبأ الأردن على
تصميم و تطوير