سمير عبد الصمد يكتب: سيِّدي أبا الحُسين: إنَّا نُحبُّكَ كُلَّ هذا الحبِّ

نبأ الأردن -
يُحددُ ابنُ خلدون مؤسسُ علم الاجتماع صفاتِ القائدِ بأنها: العلمُ والعدلُ والكفايةُ.
إن القائد لا بدَّ أن يحمل أهدافًا عظيمة ورسالة سامية في الحياة، يتصف بالشجاعة وقوة الإرادة والعزم، يحرص على رفع معنويات شعبه، ويَبثُّ بينهم روح الاعتماد على الذات، يعملُ ويُنجزُ أكثرَ مما يتكلم.
القادة الناجحون: هم فعَّالون لأنهم مُنجِزون، لا لأنهم محبوبون فقط، فالقائد تصنعه إنجازاتُه لا شُهرته. وهم يُدركون أن القيادةَ ليست مرتبةً أعلى، أو مميزاتٍ أكثر، بل مسؤولياتٍ أكثر، وهم بالتالي مَضرِبُ المَثل في العطاء والقدوة الحسنة.
*سيدي: لهذا نحبُّك كلَّ هذا الحبِّ.*
لأنك قلتَ: سأعملُ ما فيه مصلحةُ بلدي" فشحذتَ هممَ أبناء الأردن، فهبوا رافعين الرؤوس، بافتخار واعتزاز، ألسنتهم تَلهَج بجبك، فاتَّحدت المشاعرُ والزنودُ على قلب رجل واحد، ونذروا أنفسهم جميعًا لخدمة وطن جَبَلوا ترابَه بعرق الجبين، واختلطت حَبَّاتُه مع قطراتِ الجهدِ والأملِ.
إنا نحبُّكَ؛ لأن عظمة القيادة امتزجت بفلسفة الحب ومعجزة الإنجاز، ففجَّرت طاقاتِ الشباب الأردني المتطلِّعِ إلى آفاق المجد، القادرِ على تسخير قدراته المُتوثِّبة ومواهبه المتعددة، ومهاراته العلمية والفكرية؛ لخدمة وطنه، والارتقاء بمجتمعه، والمحافظة على هويته المتميزة وتراثه الحضاري، أيقظتَ هممَهُم وغرست فيهم روحَ العمل والإبداع، فنهضوا يبنون وطنهم على أسسٍ عصرية تأخذ بأحدث أساليب العلم والتقنية والحداثة، دون أن يتنكَّروا لتراثه العريق وأمجاده التليدة.
إنا نحبُّكَ؛ لأن يدَك الحانيةَ تشدُّ على يد المبدع وتقدِّر إنجازه وتمنحه طاقة خلَّاقة، وتمسح على رأس الضعيف والعاني فتهبه شُحنةً عظيمة من الأمل، وتأخذ بيد الكبير فيشعر بالطمأنينة والراحة بعد أن وَهن العظمُ واشتعل الرأس شيبًا، وتدنو من الصغير تبعث فيه إرادةَ الرجال، وترتقي بأحلامه ليغدو مواطنًا نافعًا.
إنا نحبُّك؛ لأنك تعتمد على كفاءة المواطن الأردني، وتستثمر فيه وتوظف إمكاناته وإبداعاته، وتجعل من العلم والعمل أساسًا لحياته، ومن الوفاء والإخلاص شعارًا يزين هاماتِه، ولأن الطموحاتِ العظيمة للأمم والشعوب لا تتحقق مُصادفةً، أو بالاعتماد على الآخرين، وإنما تتحقق بالاعتماد على النفس والعمل الدؤوب والجهد المبدع.
يا سيدي: إنا نحبُّك؛ وها نحن نجدد البَيعَةَ لمقامكم السامي، في هَبَّةٍ عفويةٍ شملت كل أرجاء الوطن: شرقه وغربه، شماله وجنوبه، رجالًا ونساءً، كبارًا وصغارًا؛ لاستقبال الرَّكب الميمون في مشهد وطني يُعبِّر عن سمو العلاقة بين القائد وشعبه، تحيط بهم روحٌ وجدانيةٌ صادقة، ينثرون القلوب والزهور على الدروب، ويصوغون عبارات الانتماء والترحيب، مُجددين عهد الولاء وميثاق المحبة والوفاء، إنها مشاعرُ حبٍ وتقديرٍ فاضت بها الصدور والعواطف فانتقلت إلى التعبير الحسِّي عبر المَسيراتِ والهتافات والأناشيد الوطنية.
أنا نُحبُّك كلَّ هذا الحبِّ، يا مَن أسعدتنا بكلماتك الصادرة من القلب:
"أشكركم، أبناءَ وبنات شعبي، أستمدُّ طاقتي، وقوتي منكم، وسأفعل الأفضلَ لبلدي دائمًا، فمصلحةُ الأردنِّ فوق كل اعتبارٍ"
يا سيدي: إنا نحبُّك كلَّ هذا الحبِّ؛ لأنك "بيرقنا العالي"، وراياتنا الخفاقة، نُرددُ رافعين الهاماتِ بكل كبرياء، مع كل شروق شمس:
عاش المليكُ ساميًا مقامُه، خافقاتٍ في المعالي أعلامُه.
.............