بلال حسن التل يكتب: تجارب اردنية بالصمود

{title}
نبأ الأردن -
يواجه بلدنا جملة من التهديدات والتحديات، وهي ليست حالة جديدة علينا، فقد ولدت الدولة الاردنية الحديثه، وسط نيران ثورة العرب الكبرى، كدولة رسالة، رفضا لمحاولات تذويب العرب، ومنعت هذه الدولة سقوط راية الثورة، ومحو ثوابتها والمتمثلة بالوحدةو الحرية و والاستقلال والوحدة، لذلك ظلت كل القوى المناوئه لما يمثله الاردنيون ودولتهم تحاول كسر الارادة الاردنية، بطرق مختلفة، من ابرزها محاولات الابتزاز الإقتصادي، لكن قاعدة (تجوع الحرة ولا تاكل بثديها) التي تربى عليها الاردنيون مكنتهم دائما من الصمود والانتصار على محاولات تركيعهم بابتزازهم اقتصاديا.حيث كان سلاح الاردن الاساسي دائما هو جبهتهم الداخلية المتماسكة، وتناسيهم لاي خلاف بينهم، عند الاحساس بخطر يهدد وطنهم ويمس كرامتهم.
 
واليوم وامام التهديدات والتحديات التي تتلبد سحبها بافق بلدنا، صار من الواجب الشرعي والوطني والقومي ايضا، ان نستعد لها،استعدادا لايقتصر على الخطب الرنانة، ولا على الدبلوماسية المنمقة،ولا ان نتحدث مع انفسنا عن عدالة قضيتنا وسلامة موقفنا، بل لابد من البدء فورا بالتعبئة الوطنية ورفع الروح المعنوية للاردنيين، بخطاب تعبوي حقيقي بعيد عن الكلام المعسول والجمل المكررة،بل باستحضار الارث التاريخي للاردن والاردنيين، فنحن ورثة ميشع قاهر بني إسرائيل ،ونحن ورثة الادميون والانباط، وعلى ارضنا وقعت كل المعارك الفاصلة في تاريخنا الإسلامي ودرتها معركة اليرموك،وعلى ارض الاردن التقت قوات الثورة العربية الكبرى، وتلقف الاردنيون علمها ومنعوا سقوطه، ونحن اول من اسر جنود من العصابات الصهيونية عام 1948،ونحن الذين انهينا أسطورة الجيش الاسرائيلي الذي لايقهر، عندما قهرناه في معركة الكرامة. استحضار هذا الإرث التاريخي هو وقود التعبئة الوطنية التي نحتاج اليها، والتي هي الاساس المتين لبناء جبهة داخلية متراصة الصفوف، قادرة على الصبر وتحمل المشقة بما في ذلك مشقة الجوع والعطش وقلة ذات اليد، فقد تكون هذه من اساليب الضغط علينا في المرحلة القادمة، وهي اساليب لم تفلح معنا في السابق، فقد حاولوا ابتزازنا في احد أعوام ستينات القرن الماضي بغذئنا فجائهم الرد المزلزل من رئيس وزرائنا يومهاالشهيد وصفي التل، عندما تحولنا في ذلك العام الى مصدرين للغذاء الذي زرعنا به ارضنا، وعندما كرروا المحاولة في سبعنيات القرن الماضي جائهم الرد الحاسم هذه المرة من رئيس وزرائنا مضر بدران عندما بنى موازنة الدولة مستغنيا عن المساعدات الخارجية، اما الضربة المؤلمة لسياسة الابتزازنا فكانت عندما وقفنا صفا اردنيا واحدا موحدا، رافضين ان نكون جزء من حفر الباطن. ثم عندما تحولت مواقف قائد الوطن عبدالله الثاني ابن الحسين الى سد منيع حال دون تنفيذ صفقات حل قضية فلسطين على حسابنا، وعلى حساب اشقأئنا أبناء فلسطينٍ.

لكل ماتقدم ولغيره لابد من الايمان بان بناء جبهة داخلية متماسكة وقوية هو اولوية قصوى لنا، لانها الحصن الذي سيتكسر على جدرانه كل مايهدنا من مخططات.
تابعوا نبأ الأردن على
تصميم و تطوير