د.أسمهان ماجد الطاهر تكتب: تصريحات ترامب الاخيرة

{title}
نبأ الأردن -
اقتراح ترامب بتهجير الفلسطينيين من غزة إلى الأردن هو قضية مثيرة للجدل للغاية، وتفتقد إلى دراسة شاملة للتبعات السياسية والإنسانية والقانونية.

ففكرة تهجير الفلسطينيين قسرًا من غزة يشكل انتهاكًا للقانون الدولي، بما في ذلك حقوق اللاجئين بموجب اتفاقية الأمم المتحدة للاجئين. وهو ما يدفع إلى مزيد من المعاناة الإنسانية للمدنيين بغزة.

وما يثير القلق والاستغراب سرعة ترامب للضغط من أجل اتخاذ قرارات سياسية تتعلق بالشرق الأوسط برغبة محمومة في حل المشكلات من خلال قرارات سريعة ودراماتيكية، حتى لو كانت تلك الحلول مثيرة للجدل أو غير مقبولة.

والسؤال هل بدأ ترامب باللجوء إلى حسابات سياسية قصيرة المدى، دون الأخذ في الاعتبار النواحي القانونية والانسانية والاستراتيجية طويلة المدى. أم أن تلك التصريحات لجذب وتسليط الخطاب السياسي بطريقة تصب في صالح استراتيجيته كصانع للصفقات الاقتصادية، وليس السياسية.

في الواقع بدأ ترامب فترته الثانية كرئيس للولايات المتحدة الأمريكية، في التعامل مع الشرق الأوسط باعتباره رقعة شطرنج معقدة، وباندفاع واسع.

أن سرعة تصريح ترامب بشأن التهجير لأهل غزة يفتقر إلى دراسه في الديناميكيات المعقدة في المنطقة، ويمكن وصفها بأنها إجراءات وقرارات سريعة لا تتماشى مع تاريخ الشرق الأوسط، وتعقيدات ما يجري على أرض الواقع.

أن هذا النوع من السياسات، يتناقض مع الاعتراف بحقوق الفلسطينيين، وحقهم في تقرير المصير، فأي حل طويل الأمد للصراع الإسرائيلي الفلسطيني يجب أن يشمل تطلعات الشعب الفلسطيني بطريقة عادلة تحترم حقوقهم المشروعة وتاريخهم وهويتهم في المنطقة.

عبر الزمن استضاف الأردن عدد كبير من اللاجئين الفلسطينيون بالفعل. وفكرة تهجير الفلسطينيين في الأردن خطوة سياسية مرفوضه لانها تحمل في طياتها تحويل مسار القضية الفلسطينية بشكل دائم بعيدًا عن حل الدولتين.

إضافة إلى أن الأردن واجه العديد من التحديات وليس لديه القدرة أو الرغبة في استيعاب المزيد من اللاجئين.

إن أي تحرك لدفع المزيد من اللاجئين إلى الأردن، من شأنه أن يجهد موارد البلد مما يترتب عليه زيادة زعزعة استقرار المنطقة، وتقويض احتمالات التوصل إلى حل سياسي عادل يخدم حقوق الشعب الفلسطيني.

مع التأكيد على أن سكان غزة يستحيل أن يقبلوا بالتهجير بعد كل المعاناة والخسارة والدمار الذي عانوا منه في الحرب.

إن أهل غزة يرتبطون ارتباطًا وثيقًا بالهوية والتاريخ والنضال الطويل، والنزوح إلى الأردن خيارًا مرفوضًا بشكلا قطعيا بالنسبة لهم. إن فكرة مغادرة الأرض، خاصة بعد الكثير من التضحيات والخسائر، يعتبرها أهل غزة إهانة لنضالهم من أجل إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة.

إن الرد الحقيقي حول التهجير القسري متجذرًا ومتوفرا في العودة لتطبيق المعايير والقوانين الدولية وحقوق الإنسان، مع التأكيد الدائم على الحاجة إلى حل عادل ودائم للصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

على المجتمع الدولي الوقوف ضد التهجير القسري. والعمل باتجاه العودة إلى طاولة المفاوضات، وتحسين الظروف المعيشية في غزة، وتوفير الفرصة للشعب الفلسطيني لنيل حقه في تقرير المصير وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. حمى الله الأردن
تابعوا نبأ الأردن على
تصميم و تطوير