محمد داودية يكتب: مع السلام وضد الاستسلام !!

{title}
نبأ الأردن -
يُطبق على قطاع غزة اليوم، فكا الجوع والبرد، ينهشان مئات الآلاف الذين نجوا من جرائم الإبادة الجماعية الإسرائيلية، ويُشابه الهولُ العظيم الذي هُم فيه اليوم، ما جاء في كتابنا الكريم: { يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ} !!
لقد تم تجريب عشرات مشاريع تصفية القضية الفلسطينية، التي فشلت كلها لأنها مشاريع استسلام لا مشاريع سلام.
ان استمرار الصراع العربي الإسرائيلي لمدة تزيد على 100 سنة، يعني أن سبب استمراره؛ هو التنكر لحقوق الشعب العربي الفلسطيني التي اقرتها الأمم المتحدة وخاصة قرار 242.
وبدل الذهاب مباشرة إلى اعتماد حل الدولتين القابل للحياة والاستمرار، يجنح الرئيس الأميركي إلى اعتماد مشاريع التصفية الإسرائيلية، التي لم تُفضِ ولن تفضي، إلا إلى مقاومة وطوفان إثر طوفان.
صرّح الرئيس ترامب مؤخرًا انه عازم على تهجير شعبنا العربي الفلسطيني من قطاع غزة إلى الأردن ومصر، وهو تصريح يجئ على خلفية إعلانه المنحاز المعادي للأردن ومصر والعرب، ان مساحة إسرائيل صغيرة ويجب أن تتوسع !!
الأردن شديد الحرص على استمرار وتطوير علاقاتنا الإستراتيجية مع الولايات المتحدة الأميركية، وفق مصالح ومنافع الشعبين الصديقين.
لكن، منذ ما قبل كامب ديفيد، كان يتم الضغط الشديد على بلادنا، لتكون أول دولة عربية تبرم اتفاقية سلام مع إسرائيل، دون طائل.
فقد وقف الأردن ضد التوقيع على صلح منفرد مع إسرائيل.
وكما وقف الأردن ضد غزو الكويت، فقد وقف شبه وحيد وبشموخ، ضد غزو العراق.
ووقف الأردن ضد صفة القرن، لا لأن نظامنا الأردني الراشد الوازن، ضد ما يُعرض علينا، اعتباطًا أو مناكفة، بل لأنه يقف ضد أية مشاريع استسلام، لا تحقق السلام، وتكون وصفة استمرار العنف والتطرف والفوضى والحرب.
ان الضنك الذي فيه أهلنا في قطاع غزة يستوجب الإسراع في إنشاء "مشروع مارشال" عربي، يسهم في صمود غزة التي تحتاج إلى إيواء وغذاء وماء وكساء ودواء وكهرباء ووقود ومدارس وطرق وأمن، ليتمكن أهلنا فيها من البقاء في الأرض التي دفعوا أغلى الأثمان من أجلها.
تابعوا نبأ الأردن على
تصميم و تطوير