طارق دليلواني يكتب : هل لجماعة الاخوان المسلمين علاقة بقرار ترامب وقف المساعدات للأردن؟

نبأ الأردن -
حتى اللحظة يحتفظ الأردن الرسمي بموقف مغاير ومتوازن تجاه الإخوان المسلمين مقارنة بدول أخرى كمصر، لاعتبارات عديدة من بينها الاستقرار الداخلي والقاعدة الشعبية العريضة للجماعة.
الجماعة في الأردن لديها وضع معقد فهي بحكم القانون غير شرعية وينبغي تصويب وضعها بموجب قرار صادر عن محكمة التمييز، لكن على الأرض ثمة غض طرف رسمي عن نشاطاتها، ويتم تمثيلها سياسيا في البرلمان ومن خلال حزب مرخص وهو حزب جبهة العمل الإسلامي.
ترمب لديه موقف معاد للإسلام السياسي عموما، وسبق ان طلب اتخاذ إجراءات ضد الجماعة في الأردن خلال ادارته الأولى. رغم ذلك لا يمكن الجزم بأن الإخوان المسلمين هم السبب المباشر وراء قرار ترامب، لكنهم بطبيعة الحال من ضمن سياق أوسع من الضغوط بما في ذلك تغيير مواقفه تجاه القضية الفلسطينية والتماهي مع الرغبات الأميركية.
قناعتي الشخصية، لن يصمد الأردن طويلاً امام الضغوط الامريكية لحظر الجماعة وحلها، كما ان سلوك الجماعة السياسي والإعلامي لا يساعد الأردن على عدم الانصياع لهذه الضغوط.
لذلك أتوقع ان تتخذ المملكة خلال الفترة القادمة، إجراءات تدريجية مثل تقليص نشاط الجماعة أو فرض قيود على نشاطها، وتنظيم وضعها القانوني.
اعتقد ان المرحلة القادمة ستكون مرحلة إنهاء الإخوان المسلمين والإسلام السياسي عموما في المنطقة، وعلى الجماعة في الأردن عدم منح أي مبررات ومسوغات قد تشكل ضغوطا على الأردن للتماهي مع هذا التوجه.
كل ذلك منوط بانكفاء الجماعة نحو الداخل والالتحام مع المشروع الوطني الأردني، والاحتماء بالعباءة الأردنية، والابتعاد ما أمكن عن أي تجاذبات خارجية.. بخلاف ذلك فإن الصدام قادم لا محالة.