ميسر السردية يكتب : تعلم كل شيء في اسبوع

نبأ الأردن -
كنا ونحن تلاميذ نشتري كتيبات تعلم اللغة الانجليزية في أسبوع. اذكر أنني اشتريت ثلاث كتيبات، ألماني واسباني وانجليزي، كي اتقن كل تلك اللغات بشهر على أبعد تقدير.
الآن من الممكن اصدار كتيب،تعلم كل شيء، أو ماينقصك في أسبوع، ولكن لايمكن الاكتفاء بإقتنائه، إذ لابد من زيارة ميدان التعلم على أرض الواقع، وأرض الواقع هي غزة، حيث نبدأ اولًا: بتعلم النحو على وجه الخصوص، متى نرفع ومتى ننصب ومتى نجر، كي تكتب دون ارتباك، وخوف من رقباء اللغة، والنحو آفة أقلامنا، تعلمناه حفظًا وخوفًا من العصا، معظمنا كعرب، دون منطق، فما بالك إذ قرأت حالة الروائي صنع الله إبراهيم وهو يشكو النحو لعميد القصة يوسف إدريس ثم ويوسف إدريس ذاته يشكو ارتعاد فرائصه عندما طُلب منه إلقاء كلمة في حفل للكتاب في سوريا لتجد ذات الشكوى من الأديب يوسف السباعي والقائمة تطول.
ثانيًا: نتعلم بعض الحساب،انطلاقًا من ابتكار المسافة صفر وحتى زاوية المثلث الأحمر، فُجلنا قد يتراجع خطوة للوراء إذما سأله طفلة ٨×٩ قديش؟!
ثالثًا:نتعلم الإيمان، الحقيقي، العميق غير السطحي، أن تنزل بك النازلة وتظل ثابتًا، تصوم لتفطر على الحشائش مثلًا،وأن ولائم الاستعراض ليست ذات معنى، تتيمم كي تصلي، تحتسب عند ربك دون أن يزل عقلك من هول الحدث.
رابعًا، نتعلم عدم الخوف من خبطة فطبول أو مفرقعات الأولاد في المساءات وأن زوامير مواكب الاعراس لاتقاس بهبد الصواريخ..
خامسًا:نتعلم الصبر واليقين و َالهيبة، وكيف نحتفظ بأمشاط وشبرٍ وثيابٍ ورايات لزوم يوم الخروج من تحت الركام..
سادسًا:نتعلم أن الحناء ليست المادة الوحيدة لصبغ الذوائب.. فهناك أيضا تراب، حفنة منه كفيلة بجعل الشعر قانيًا أغمق من شقائق النعمان... وتجدد شباب البشرة وتزيل التجاعيد.
سابعًا:نتعلم أن بعض الأساطير ليس وهمًا، فطائر الفينيق حقيقة..والحقيقة تبعثه كل مرة من جديد، في كل أرض يأبى أهلها الإستسلام... وأشياء أكثر...