أ.د رشيد عبّاس يكتب : ماذا على( ترامب) أن يُنقذ؟

قيمة رئيس أكبر وأعظم دولة في هذا العالم لاتقاس بامتلاك تلك الدولة للصواريخ العابرة للقارات، ولا تقاس بالبوارج البحرية، ولا تقاس بعدد القنابل الذرية، ولا تقاس بقدراتها العسكرية والنووية..

قيمة ومكانة أمريكا/ ترامب تقاس بقدرته على تقليل أعداد الأطفال المشردين واليتامى في هذا العالم، تقاس بقدرته على تقليل عدد الأطفال الذين باتت الشوارع تحتضنهم وتربيهم ويحملوا بنادق أطول من قاماتهم، تقاس بتقليل أعداد ضحايا الحروب والتشرد والفقر والبطالة، تقاس بتقليل البشر المضطهدين بسبب الوانهم ومعتقداتهم واعراقهم.

قيمة ومكانة أمريكا / ترامب تقاس بقدرته على محو أمية الشعوب وتعميم الذكاء الاصطناعي، وانقاذ مستقبل الشعوب الفقيرة، ونزع فتيل الحقد والثأر والكراهية بين البشر من أجل بقاء الجنس البشري على قيد الحياة، وخلود المباديء الانسانية، قيمة أمريكا/ ترامب تقاس بمدى إبطال مفعول القنابل التي يجلس عليها الفقراء والمشردين والمظلومين في هذا العالم المجنون.

قيمة ومكانة أمريكا/ ترامب لا تقاس بقدرة أسلحة الدمار الشامل.. إنما تقاس بتوزيع سلة الغذاء بعدل بين شعوب العالم، و العمل على ملاحقة جميع أشكال فيروسات الفتك بصحة الإنسان ، وتأمين مستويات صحية جيدة لجميع شعوب الأردن.

قيمة ومكانة أمريكا/ ترامب ينبغي أن تكون في سياق محاربة الجهل، وبقاء الجنس البشري على قيد الحياة، دون عناء ودون ضجر.

قيمة ومكانة أمريكا/ ترامب لا تقاس بقدرته على صناعة أسلحة متطورة جديدة، إنما تقاس بقدرته على تعزيز منظومة من القيم الإنسانية والتي تكفل حياة مناسبة للشعوب المقهورة والمظلومة والمأسورة، نعم منظومة من القيم الإنسانية ترفع الظلم عن الشعوب التي شردتها الحروب وقتلت أطفالها ونساءها وشيوخها وابعدتها عن أوطانها.

على ترامب أن يُنقذ (منظومة القيم) التي شوّهتها فوهات البنادق، ودنستها شرائع الغاب التي سادت هذا العالم  دون حسيب أو رقيب.