سامية المراشدة تكتب : في الباص
نبأ الأردن -
صدفة جمعتني مع ركاب باص عمومي اليوم ،وبالصدفة أيضاً كرسي الخلفي نساء صبايا وستات،لفت نظري جمال كلامهم ومنظرهم ولهجتهم ،حينما اقترب شوفير الباص ليأخذ اجار الركاب ،تكلم ذلك الشوفير ،ايش يا خواتي ليش مشتريات كل هاي الاغراض ؟ كان خلتوها لعودتكم لسوريا بتشتروا من هناك ، أجابت أحد السوريات بكل محبة وبدون مجاملة وبدون حدا يلقنها الكلام ،"هدول هدايا لأهلنا وقرايبنا في درعا بدك القرايب تزعل علينا ؟،ناويين نرجع على بلادنا هاليومين،ومش ممكن نغادر الاردن حتى نأخذ من الاردن المحبة وطيبة شعبهم ونزور اسواقهم ونودع الاماكن اللي حبيناها ،والله يا الأردنيين ما قصرتم ، جميع الركاب كان مستمع لاقوالهم ،وكانت كلماتهم تدخل كل إذن موجود بالباص ، حتى سألت واحده من الركاب لأحد السوريات ،ليش شو ضللكم بسوريا مهي تدمرت ؟ جاوبت ضل ارضنا ودارنا ومصالحنا ،وبالاخير بدمعات وحرقة قلب و عيون ،ضل امي وأبوي بدي ازور قبورهم ، ١٣ سنة، سنوات طويلة من خلالهم ما قدرنا نزورهم وهم احياء ،ولكن شوقي ولهفتي تجاه قبورهم اقوى بكثير من اي لحظة ،بتمنى تغيب الشمس ويجي الصبح بكير ،اسلوب كلام أهل درعا قريب لهجتنا ، يمكن ازعجناكم ،وكثر خير ربنا أنه في اردن ، بصلاة الجمعة كلها بتصلي بالجامع ،اولادي حفظوا قرآن بالجمعيات نشكر الله لم تضيع سنة دراسية على طلابنا ، وربي يحماك يا اردن ... ملخص الموقف هناك اوفياء لهذه الأرض ويودعونها بأخلاق ومحبة ،سيتركوا الأثر الطيب . وسيحمي الله هذه البلد بدعاوي الختايرة والشباب بدعوات ضيوفنا اللاجئين ،انحفظت كرامتهم الحمدلله ،عودة ميمونة بسعادة مغمورة يا اهل سوريا ..