سهم العبادي يكتب : التهمة إقليمي
نبأ الأردن -
باتت تهمة الإقليمية تُشهر كالسيف في وجه أي أردني يعبر عن فخره بوطنه وتاريخه وعاداته وتقاليده.
إنها تُهمة جاهزة، مغلفة بسوء النوايا، تُلقى بلا تردد ممن يجهلون معنى أن تكون أردنيًا، أو ممن يعجزون عن فهم عُمق الانتماء للوطن وثراء معانيه.
الأردني، الذي يعتبر كل بيت في هذا الوطن بيته، وكل مواطن فيه أهله وعشيرته، يفرح لفرحهم ويحزن لحزنهم، ويتمنى أن يرى وطنه يتربع على عرش العظمة في كل الميادين، لا يحتاج لمن يزايد عليه في حبه وولائه.
لكن يبدو أن البعض، ممن يحملون حقدًا دفينًا وكراهية عمياء، يريدون أن ينزعوا عن الأردنيين حتى حقهم الطبيعي في التعبير عن مشاعرهم.
يريدون أن يكون الأردن مشاعًا، حتى في العواطف التي تتأجج حينما نذكر أسماء مثل الشهيد وصفي التل، الرمز الذي يُجسد معاني الانتماء والبطولة.
وصفي ليس فقط قائدًا، بل هو ابن الوطن الذي يجمعنا فيه كل شيء، قيمنا، تاريخنا، وحبنا للأردن الذي لا يساوم عليه أحد.
لطالما كنا نعفّ ونعفو عن بعض الجاهلين، ونسامحهم صدقةً جاريةً عن أرواح الأردنيين الطيبين الذين سبقونا، لكن من الأمس، من يريد الرد ويرتجيه، سنبلغه إياه بلا تردد، ليعيد النظر في أقواله، وليستغفر الله العظيم على كل كلمة تحمل ظلماً أو إساءة لهذا الوطن وأهله.
الأردن سيبقى عاليًا في قلوب أبنائه، وسيبقى الأردنيون رمزًا للوحدة والانتماء. أما الإقليمية التي تُرمى جزافًا، فهي لا تُعبر إلا عن ضعف في الفهم وخلل في الإدراك ممن يعجزون عن استيعاب عظمة الأردن وشعبه.
هذا الوطن لأبنائه، ولحبه لا نساوم ولا نتراجع.