د. ماجد الخواجا يكتب :لمصلحة من جريمة الرابية

{title}
نبأ الأردن -
في كل مرةٍ نصحو ونحن نتوضأ لصلاة في محراب طاهر نبتهل فيه لوطنٍ بني بالحب، لنرتد بفجيعةٍ من وكر أشرار يريد فرض فظائعه ونشر حقده وكراهيته كي نظل في حالةٍ من التوتر والحيرة مع سؤال بحجم الخديعة: لماذا وكيف وما السبب؟
صحونا بالأمس على جريمة حقيرة بالاعتداء على رجال الأمن حيث تبين أن المعتدي شخص له أسبقيات جرمية عديدة ومتعاطي للمخدرات، وهذا ليس إعفاء من إمكانية وجود جهات تريد العبث بأمن الوطن، فما زال الأردن في كل يوم يواجه الكثير من المؤامرات التي تستهدف الوطن والمواطن. ابتداء فإنه لا مجال للمزاودة على أي مواطن أردني في تضامنه ودعمه وتأييده لغزة المقاومة الباسلة الشهيدة، وإن حدث وجود البعض فهم القلة القليلة التي لا تمثّل في علم الإحصاء شيئاً.
إن التذرّع بوجود مبنى السفارة الصهيونية في الرابية، ليس مبرراً للعبث بالوطن وأمنه، وهذه البناية فارغة من أي تواجد بشري منذ أحداث السابع من أكتوبر للعام الماضي. ومن يتواجد بجوارها هم مواطنون أردنيون يسكنون بالمنطقة، ربما كان مقبولاً مواصل الاعتصامات المعبرة عن رفض العدوان الصهيوني والمتضامنة مع شعبنا الفلسطيني، لكن أن يتم الاعتداء على رجال الأمن من قبل أشخاص مجرمين ذوي سوابق فهذا الأمر لا يمكن تجاوزه والتغاضي عنه لأنه يحمل مضامين كثيرة أهمها أن هناك استهدافا للوطن ونشر الخراب والعبث بالأمن، هنا سنكون كلنا على قلب رجل واحد في وجه وفي مواجهة هؤلاء الأشرار.
الرابية ضاحية جميلة من ضواحي عمان الزاهية.
في كل صباح ومساء أزور الرابية لأوصل ابنتي إلى مكان عملها، فلا أشعر إلا أنها قطعة من ذات الهم والحلم والوجع الوطني الواحد.
إن رجال الأمن الذين يواصلون الليل بالنهار ليحرسوا أهداب عيوننا من ان يمسّها أذى، شاهدناهم ونشاهدهم يقفون في أماكن عملهم شامخين قانعين وراضين، مهما كانت أحوال الطقس أو الظروف السائدة، لا يعرفون معنى التعب والعطل والتوقف عن العمل إلا لتبديل المناوبات بينهم.
رجال تشعر أنهم يشاركوننا كل الوجع ويشبهوننا في الحلم والأمل.
شلّت أيدي كل من يحمل نوايا خبيثة وشريرة بحق الوطن والإنسان، سنبقى المتشبثين بالخير والسلام والمحبة والفرح رغم الفاقة والبؤس والحاجة.
هذا الأردن منذور لكل إنسان حرٍّ شريف، وهو السهل الممتنع، المشرعة أبوابه لكل وافد عاشق، لكنه الجدار العازل الذي يصد الشر وأركانه.
اللهم احفظ الأردن وأهل الأردن وضيوف الأردن. اللهم احفظ بلادنا جميعها من أي سوء وشر.
تابعوا نبأ الأردن على
تصميم و تطوير