هل الإفراط في تناول السكر يسبب مرض السكري؟
نبأ الأردن -
تشير الدراسات الحديثة إلى أن العلاقة بين تناول السكر ومرض السكري ليست مباشرة، رغم أن الإفراط في استهلاك السكر يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.
فمرض السكري يحدث عندما يواجه الجسم صعوبة في تنظيم مستويات السكر في الدم، سواء بسبب نقص إنتاج الأنسولين أو مقاومة الخلايا له، وهي مشكلة تزداد تعقيدًا مع زيادة الوزن وتغيرات نمط الحياة.
دور السكر في زيادة الوزن والسمنة
من المعروف أن الإفراط في تناول السكر يعد من العوامل الأساسية التي تساهم في زيادة الوزن، خاصة عند تناول المشروبات السكرية والأطعمة المصنعة التي تحتوي على كميات عالية من السكر المضاف. ويعتبر هذا الزيادة في الوزن من العوامل الرئيسية المؤدية للإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، حيث أن السمنة قد تؤدي إلى مقاومة الأنسولين، وهي حالة تصبح فيها خلايا الجسم غير قادرة على استخدام الأنسولين بشكل فعال.
مقاومة الأنسولين وعلاقتها بتناول السكر
تؤكد جمعية السكري الأمريكية ومنظمة الصحة العالمية أن الاستهلاك المفرط للسكر قد يزيد من مقاومة الأنسولين، ما يرفع بشكل ملحوظ من خطر الإصابة بمرض السكري.
ففي حالة مقاومة الأنسولين، يضطر البنكرياس لإنتاج كميات أكبر من الأنسولين للتعويض عن عدم فعاليته، وهو ما يضع الجسم في وضع ضغط مستمر يمكن أن يؤدي إلى تدهور في تنظيم مستويات السكر.
المشروبات السكرية وتأثيرها على مستويات السكر في الدم
المشروبات الغازية والعصائر المحلاة تعد من أهم المسببات لارتفاع مستويات السكر في الدم بسرعة، مما يعزز من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، يعتبر تناول هذه المشروبات سهلاً للغاية، حيث يتم استهلاك كميات كبيرة من السكر دون أن يشعر الشخص بالشبع، مما يزيد من احتمال زيادة الوزن على المدى الطويل.
السكريات المخفية في الأطعمة المصنعة
العديد من الأطعمة المعلبة تحتوي على سكريات مضافة حتى وإن لم يكن طعمها حلوًا، فالأطعمة مثل الصلصات، الخبز، وحتى بعض الأطعمة المالحة قد تحتوي على سكريات مضافة تؤثر بشكل غير مباشر على مستويات السكر في الدم، وهذه السكريات المخفية تسهم في زيادة استهلاك السكر بشكل عام، مما يعزز من خطر السمنة ومقاومة الأنسولين مع مرور الوقت.
أهمية النظام الغذائي المتوازن
لتقليل خطر الإصابة بمرض السكري، يُنصح باتباع نظام غذائي متوازن يحتوي على الألياف، البروتين، والحبوب الكاملة، بحيث تساعد هذه المكونات في استقرار مستويات السكر في الدم وتقليل الارتفاعات المفاجئة التي قد تؤدي إلى ضغوط على الأنسولين، كما أن الأطعمة الغنية بالألياف تساهم في تحسين عملية الهضم والتمثيل الغذائي، مما يقلل من مخاطر الإصابة بمرض السكري.
رغم أن الإفراط في تناول السكر لا يسبب السكري بشكل مباشر، إلا أن استهلاكه بشكل مفرط يمكن أن يسهم بشكل كبير في زيادة الوزن وتطوير مقاومة الأنسولين، مما يعزز من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، إن تبني نظام غذائي متوازن وصحي هو الخيار الأفضل للوقاية من هذه المشكلة الصحية المتزايدة عالميًا.