حمادة فراعنة يكتب : إنقسام الصوت العربي الأميركي
نبأ الأردن -
انقسم المسلمون والعرب الأميركيون في مواقفهم الانتخابية بين مرشحي الرئاسة: بين كاملا هاريس الديمقراطية في مواجهة دونالد ترامب الجمهوري، وقد سعى كل منهما للقاء قادة الجالية العربية الإسلامية، وتم ذلك في ولاية واحدة، في ميتشيغان، ترامب التقى يوم الجمعة الأول من تشرين الثاني نوفمبر في مدينة ديربورن، وهي أكبر مدينة في الولاية وذات أغلبية عربية عمدتها عبدالله حمود، عربي من الحزب الديمقراطي، و التقت كاملا هاريس في مدينة فلينت بنفس الولاية وبنفس يوم الجمعة، في محاولة لاستعادة ثقة الناخبين العرب، الذين عبروا عن خيبة أملهم من إدارة الرئيس بايدن وهي نائبة الرئيس، من دعم إدارتهما للمستعمرة الإسرائيلية، في حربها وعدوانها وفاشيتها نحو المدنيين الفلسطينيين واللبنانيين، بالقتل الجماعي والتدمير الشامل.
العرب والمسلمون في ولاية ميتشيغان سبق وأن ساهموا في نجاح الرئيس بايدن في انتخابات عام 2020، و أغلبهم استنكف في انتخابات عام 2024، عن تقديم أصواتهم للمرشحة هاريس، ولكنهم لم يستبدلوها بالتصويت لترامب، وانقسم الناخبون العرب والمسلمين، على الأغلب، ما بين معاقبة هاريس، بوضع ورقة بيضاء، و إنقلب بعضهم لصالح ترامب.
في كل الأحوال، ورغم انقسام العرب والمسلمين ما بين ترامب وهاريس، فقد برز الدور العربي وفي طليعته الدور الفلسطيني واللبناني، كتحرك و نشاط يحمل آفاق التأثير المستقبلي، و اعطوا دلالة نحو حاجة المرشحين لأصوات العرب والمسلمين، فقد توحدوا في الدورة السابقة عام 2020 لصالح بايدن، وخاصة في الولايات المحيرة غير المنحازة، بينما استنكفوا عن هاريس في هذه الدورة 2024، وكان موقفهم هذا أحد الأسباب التي أدت إلى إخفاقها في الانتخابات.
الفلسطينيون في الولايات المتحدة أصبحوا رقماً سياسياً، بدعم العرب والمسلمين والأفارقة واللاتينيين لهم، بالتضامن معهم، و ابراز شخصيتهم المستقلة، وهم كما العرب والمسلمين يحتاجوا للوحدة، ووحدة موقفهم نحو الانتخابات الرئاسية، والبرلمانية لمجلسي الشيوخ والنواب، ونحو حكام الولايات، وحتى يتخلصوا من مرض الانقسام والشرذمة، سيكون لهم الموقع الذي يستحقونه، مثلهم مثل الفلسطينيين، في مناطق 48، حيث وقع الانقسام بينهم، فتراجعوا من 15 مقعداً في البرلمان حينما شكلوا قائمة عربية موحدة، إلى عشرة نواب على خلفية انقسامهم إلى ثلاثة قوائم: 1- الجبهة الديمقراطية مع الحركة العربية للتغيير وحصلوا على خمسة مقاعد، 2- الحركة الإسلامية وحصلت على خمسة مقاعد، 3- حزب التجمع الوطني الديمقراطي الذي أخفق في الحصول على نسبة الحسم، وخسر موقعه البرلماني.
نجاح وقوة المستعمرة لا تعتمد فقط على قدراتها الذاتية، والدعم الأميركي والأوروبي لها، بل تراهن على الانقسام الفلسطيني وتغذيه، كما فعلت ذلك طوال السنوات الماضية، بين فتح وحماس ،و بين سلطتي رام الله و غزة، كما تراهن على الانقسام والخلافات العربية، والتي تشكل هدية ودعماً مجانياً لبقاء احتلال المستعمرة لفلسطين، وهيمنتها على العالم العربي.