اختتام أعمال الجمعية العامة الـ 57 للاتحاد العربي للنقل الجوّي
نبأ الأردن -
اختتمت الجمعية العامة الـ 57 للاتحاد العربي للنقل الجوي، مساء اليوم الأربعاء، أعمالها التي عقدت في البحر الميت برعاية ملكية سامية، وبدعوة من الخطوط الجوية الملكية الأردنية، الناقل الوطني للمملكة الأردنية الهاشمية.
وفي ختام أعمال الجمعية، عقد نائب رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي للخطوط الجوية الملكية الأردنية، المهندس سامر المجالي، والأمين العام للاتحاد العربي للنقل الجوي، عبدالوهاب تفاحة، مؤتمرا صحافيا تحدثا خلاله عن أبرز نتائج أعمال الجمعية.
وأكد تفاحة أن الرعاية الملكية السامية لأعمال الجمعية تؤكد حرص جلالته على تعزيز قطاع النقل الجوي الإقليمي وتطوير صناعة الطيران.
فيما أكد المجالي "أن استضافة الجمعية العامة للاتحاد العربي للنقل الجوي في الأردن، في البحر الميت، تحمل رمزية كبيرة؛ فهذا الموقع الفريد، كأخفض نقطة مأهولة على سطح الأرض، يمثل قدرة الأردن على تجاوز التحديات والصعاب، والوصول إلى آفاق جديدة من النجاح".
ودعا الاتحاد العربي للنقل الجوي منظمة الطيران المدني الدولي (الإيكاو) إلى وضع قوانين تتعلق بالإستدامة البيئية للطيران ضمن إطار يضمن الاعتراف المتبادل بالتخفيض في الإنبعاثات.
وأكد ضرورة الأخذ بالاعتبار عند صياغة السياسات المتعلقة بالاستدامة البيئية، الأثر الطويل الأمد لتلك السياسات على أنشطة النقل الجوي ومساهمته في النمو الاقتصادي وخلق فرص العمل واستكشاف إمكانية الإنتاج المحلّي للطاقات النظيفة للطيران في العالم العربي.
وشدد على اتخاذ الخطوات اللازمة لإعادة هيكلة وتحديث البنية التحتية وأيضاً إعطاء أولوية للتطوير التكنولوجي في مجال تصنيع المحركات والطائرات ومتابعة تطورات الأدلة العلمية المتعلقة بتأثير انبعاثات الطيران من غير ثاني أكسيد الكربون والأساليب العلمية الواضحة للتخفيف من هذه الإنبعاثات.
وفيما يتعلق بكورسيا، دعت الجمعية العامة الدول إلى تسجيل مشاريع الإستدامة البيئية المحلية ليتم اعتمادها من قبل مجلس منظمة الطيران المدني الدولي لإصدار شهادات الكربون التي يمكن لشركات الطيران استخدامها لتعويض انبعاثاتها بموجب برنامج كورسيا، وتخصيص شهادات الكربون الناتجة عن مشاريعها البيئية بشكل يأخذ في الحسبان حاجة شركات الطيران إلى تلك الشهادات لتتمكن من الإمتثال بالتزاماتها البيئية الوطنية والدولية.
وبخصوص بطاقات الطيران النظيفة، دعت الجمعية العامة للاتحاد منظمة الطيران المدني الدولي (الإيكاو) إلى الإعتراف بخفض الإنبعاثات الناتجة عن استخدام?الوقود المستدام الذي تفرض استخدامه التكليفات أو القوانين الإقليمية أو الوطنية، إن كان للتعويض عن الإنبعاثات بموجب برنامج كورسيا أو أي برنامج آخر للإيكاو ودون الإخلال بمعايير الإيكاو الموجودة في برنامج كورسيا.
كما دعت الجمعية العامة الدول إلى تبني سياسات مبنية على الحوافز بما يتعلق بإنتاج واستخدام وقود الطيران المستدام والمنخفض الكربون وغيرها من الطاقات النظيفة للطيران، وأن تدرج في خطط عملها "State Action Plans" أي تكليفات أو أهداف تنوي فرضها لاستخدام وقود الطيران المستدام والمنخفض الكربون.
وقدّم تفاحة تقريرا، أكد خلاله مرونة صناعة النقل الجوي في مواجهة الأزمات، مسلطاً الضوء على البيانات التي تظهر كيف سجلت الصناعة حركة في 2024 أعلى من 2019 (وهو العام الذي سبق جائحة كوفيد-19).
وسرد الأمين العام عدداً من العوامل التي تمكّن الصناعة من مواجهة الأزمات، ومنها أصبح النقل الجوي جزءاً لا يتجزأ من حياة الناس ويعتبره الناس مماثلاً لتوفر الاحتياجات الرئيسية، ويعتبر النقل الجوي العمود الفقري لأحد أهم القطاعات الاقتصادية وهو قطاع السياحة، كما يعتبر رافعة اقتصادية للكثير من الحكومات تمكنها من إنجاز خططها التنموية.
كما سلط الأمين العام الضوء على التحديات الرئيسية التي تواجه الصناعة، وعلى وجه الخصوص الأزمات الاقتصادية الدورية، وأزمة سلسلة التوريد الحالية، وعدم الاستقرار بسبب الحرب في المنطقة.
وركز بشكل خاص على التحديات المتعلقة بالاستدامة البيئية وخاصة كيفية مقاربة بعض الحكومات بالتعامل مع قضية التغير المناخي والطيران.
وأكد أن النقل الجوي ملتزم التزامًا مطلقًا بالقيام بدوره في إزالة الأثر البيئي للنقل الجوي على التغير المناخي، إنما تواجه شركات الطيران عددا من التحدّيات في تحقيق أهدافها البيئية وفي جهود الامتثال للمتطلبات التنظيمية المتزايدة في هذا المجال.
وأعلن الأمين العام أن شركات الطيران الأعضاء في الاتحاد العربي للنقل الجوي تبنت استراتيجية للتعامل مع هذه التحديات من خلال إيجاد اطار دولي من قبل الإيكاو للاعتراف المتبادل للتخفيض في الانبعاثات حسب قوانين البلدان المُصدره لها، ودعوة الدول إلى تبنّي سياسات تحفيزية لإنتاج واستخدام وقود الطيران المستدام والمنخفض الكربون.
وكذلك عدم تمرير أي غرامات تفرض على الموردين إلى شركات الطيران، وإيجاد آلية عالمية لحجز واحتساب وقود الطيران المستدام (أو ما يسمى بـ Book & Claim System), وتسجيل مشاريع الإستدامة البيئية المحلية ليتم اعتمادها من قبل مجلس الإيكاو لإصدار شهادات الكربون للتعويض عن الانبعاثات بموجب برنامج كورسيا.
كما أعلن الأمين العام عن إطلاق حل إدارة الاستدامة البيئية الذي طورته شركة سيتا تحت مسمى "Eco Mission" بعد عمل مكثف خلال العام الفائت من قبل أعضاء الاتحاد مع شركة سيتا لاختبار وتطوير هذا الحل لتلبية احتياجات صناعة الطيران في إدارة متطلبات الاستدامة البيئية وضمان الشفافية التامة أمام الجهات التنظيمية والمسافرين.
وهنأ الأمين العام منظمة الطيران المدني الدولي بمناسبة الذكرى الثمانين لتأسيسها وإنشاء اتفاقية شيكاغو، مؤكدًا الدور المهم الذي تلعبه منظمة الطيران المدني الدولي كمظلة للطيران المدني، ومكان التقاء شركات الطيران وسلطات الطيران المدني، والأرضية التي تعتمد عليها الصناعة كجسر للتواصل والمحبة وقيمة مضافة للعالم أجمع، بعد توقيع مذكرة التفاهم بين الاتحاد العربي للنقل الجوي وشركة سيتا خلال الجمعية العامة في العام الماضي، والتي هدفت إلى اختبار وإثبات مفهوم نظام إدارة الاستدامة البيئية مع عدد من أعضاء الاتحاد.
وجاء في المؤتمر الصحفي أن الاتحاد أعلن عن إطلاق مسمى "Eco Mission" الذي سيساعد أعضاء الاتحاد وشركات الطيران في جميع أنحاء العالم في تحقيق أهداف الاستدامة عبر دعمهم في ادارة اجراءات الإمتثال بمختلف القوانين البيئية، وتزويدهم بحلّ يضمن شفافية الأداء البيئي أمام الجهات التنظيمية والمسافرين.
وأشار الأمين العام للاتحاد إلى أن منتدى الطيران العربي الذي عقد خلال أعمال الجمعية العامة للإتحاد شهد نقاشا مفتوحا حول حال صناعة النقل الجوي والشؤون الإستراتيجية.
وبلغ إجمالي حركة المسافرين من/إلى وداخل الوطن العربي حوالي 321 مليون مسافر، بزيادة قدرها 17.6 بالمئة في 2023 مقارنة بعام 2022، في حين بقيت أقل من مستويات 2019 بنسبة 4.6 بالمئة.
وبحسب التقرير السنوي للإتحاد والنشرة الإحصائية السنوية، وصل عدد المسافرين عبر المطارات العربية عام 2023 إلى 415.7 مليون مسافر، بزيادة قدرها 28.8 بالمئة و5.5 بالمئة مقارنة بعامي 2022 و2019 على التوالي.
وعلى الرغم من نموّ حركة الشحن الجوي في المطارات العربية بنسبة 7.3 بالمئة مقارنة بعام 2022، إلا أنّها بقيت أقل بنسبة 10.2 بالمئة عن مستويات عام 2019، مما يعكس تباطؤ التجارة العالمية.
وبحلول نهاية عام 2023، نمت حركة الشركات الأعضاء في الإتحاد مقاسة بحركة المسافرين الكيلومتريين (RPKs)، والسعة المقعدية المقاسة بـ (ASKs) بنسبة 27.5 بالمئة و20.8 بالمئة على التوالي، مقارنة بعام 2022.
وخلال الربع الأول من 2024، زادت حركة المسافرين مع أعضاء الاتحاد بشكل ملحوظ، بنسبة 7.5 بالمئة، بينما تساوت السعة المقعدية المقاسة بـ (ASKs) مع أرقام عام 2019.
واعتبارًا من 30 حزيران 2023، بلغ إجمالي أسطول أعضاء الإتحاد 1630 طائرة، حيث مثلت الطائرات الموضوعة في الخدمة 86 بالمئة من مجمل الأسطول أي ما يساوي 1407 طائرة.
وفي 2023، استلم أعضاء الاتحاد 106 طائرات جديدة، وفي 2023، حقق أعضاء الاتحاد زيادة في الأرباح، حيث وصل إجمالي الإيرادات إلى 89 مليار دولار 28.2 بالمئة فوق مستويات 2019، ووصل إجمالي التكاليف إلى 82 مليار دولار أميركي (15.2 بالمئة فوق مستويات 2019), وقد أدى ذلك إلى أرباح صافية قدرها 7 مليار دولار أميركي بهامش ربح قدره 7.8 بالمئة.
وسيتم عقد الجمعية العامة الثامنة والخمسين للإتحاد العربي للنقل الجوي في المملكة المغربية بدعوة من الخطوط الملكية المغربية.
وشارك في الاجتماع أكثر من 200 شخص من الرؤساء التنفيذيين لشركات الطيران الأعضاء في الاتحاد، إضافة إلى ممثلي شركات الطيران الشريكة وشركاء الصناعة من مصنّعي الطائرات والمحركات وشركات تقنية المعلومات، وغيرهم من المهتمين بصناعة الطيران على المستويين العربي والدولي.